أسدل الستار نهائياً أمس، على اتفاق «حزب الله» و «جبهة النصرة» الذي قضى بانسحاب مسلحيها مع أسلحتهم الفردية ومعهم عائلاتهم التي كانت تعيش في وادي حميد وعائلات سورية نازحة في بلدة عرسال الحدودية إلى إدلب مقابل الإفراج عن خمسة أسرى من الحزب كانت اعتقلتهم «النصرة» بين العامين 2015 و2016 في ريف حلب. واستغرق وصول القافلة، التي ضمّت 168 حافلة إلى معبر السعن في ريف حماه أمس، حوالى 20 ساعة بعد انطلاقها أول أمس عند الرابعة عصراً. وكانت عملية التبادل مقررة في وقت سابق في منطقة الراشدين في مدينة حلب. ورافق القافلة من وادي حميد إلى الحدود حتى فليطا السورية الأمن العام والصليب الأحمر اللبناني ثم اتجهت بمواكبة أمنية سورية ومن الهلال الأحمر السوري إلى معبر السعن. وأظهرت وسائل الإعلام صوراً في الباصات لمسلحي النصرة الملثّمين وزّعها «الإعلام الحربي المركزي» التابع ل«حزب الله» وهم يحاولون إخفاء وجوههم عن الكاميرا، بعضهم بأيديهم وبعضهم الآخر بأسلحتهم الخفيفة. ودخلت عملية التبادل حيّز التنفيذ عند الثالثة عصر امس حين عبرت 18 حافلة وسيارات إسعاف تقل جرحى «النصرة» نقطة التبادل عند معبر السعن مقابل إطلاق الأسير الأول لحزب الله أحمد مزهر. وفق تلفزيون «المنار». وتمت عملية التبادل على 5 دفعات، عبر دخول الحافلات إلى مناطق المسلحين وتحرير عنصر مقابل كل دفعة. وتوجّه موكب الأسرى الخمسة من المعبر إلى معبر جوسيه (بوابة بين البقاع الشمالي وريف حمص). وبعد مزهر تسلّم «حزب الله» الأسير الثاني موسى كوراني، ثم العنصر الثالث حسن طه، ثم محمد مهدي شعيب، فمحمد جواد علي ياسين. إجراءات الجيش وكان حزب الله أعلن أنه سيطر على مواقع النصرة في حصن الخربة المشرف على الملاهي وسهل عجرم وعقبة نوح 2 المشرف على وادي حميد وضهر وادي معروف ووادي المراح آخر مواقع النصرة ودخل كل المقرات بعد تفكيك بعض العبوات تزامناً مع دخول الجيش اللبناني مرتفعات شميس تلة بدر محكماً السيطرة عليها. وكان الجيش وسّع ليل أول من أمس بعد ترحيل المسلحين، انتشاره باتجاه وادي حميد ومدينة الملاهي في أطراف بلدة عرسال استعداداً لتفكيك المخيمات التي اخلاها المسلحون والنازحون. وأعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان أمس أنه «عند العاشرة صباحاً ضبطت دورية تابعة لمديرية المخابرات بالقرب من مبنى بلدية عرسال، جسماً مشبوهاً عبارة عن كيس مموّه بالطين، وبعد الكشف عليه من قبل الخبير العسكري المختص تبين أنه يحتوي على 4 عبوات زنة 10.7 كلغ غير معدّة للتفجير، حيث تم نقلها وتفكيكها». ودكّت مدفعية الجيش مواقع «تنظيم داعش» في جرود رأس بعلبك حيث دمّرت خنادق وأنفاق ومراكز قيادة وأفيد بإصابات في صفوف عناصر التنظيم. القاع تستقبل الأسرى وشهدت بلدة القاع البقاعية التي دفعت دماً ثمن الارهاب في حزيران (يونيو) العام الماضي، توافد عشرات المواطنين من بلدات البقاع الشمالي والهرمل والجنوب منذ الصباح، لاستقبال عناصر حزب الله الخمسة بعد عبورهم معبر جوسية - القاع. وتجمع الاهالي وسط الأعلام الوطنية ورايات «حزب الله» وأقواس النصر. ورفعت صور الضحايا الخمسة الذين سقطوا في تفجيرات القاع. وزار المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم القاع وقال بعد جوله له في البلدة: «جئت لأقول لأهل القاع ورأس بعلبك إن الدولة عازمة على تحرير جرودهم من المسلحين ومسلحي سرايا أهل الشام سيرحلون قريباً». وأضاف: «عملية التبادل تسير على السراط المستقيم وفقاً لجدول الاتفاقية الموضوع، وهناك تزامن بين تحرير الأسرى ودخول القافلة. صرنا في المرحلة الثالثة وتبقى لنا أسيران والامور تسير على ما يرام وخلال ساعتين يطلق الاسرى الخمسة». وقال: «هناك خط احتياط موجود للتواصل مع داعش ولكننا لن نعرض التفاوض مع أحد وإذا هم عرضوا التفاوض نحن جاهزون، ولا تنقصنا القوة. نحن ليست لدينا شروط، هم يريدون تأمين سلامتهم». وزاد: «إذا رفض داعش التفاوض فسيكون مصيره مشابهاً لمصير جبهة النصرة». وتفقد ابراهيم مركز الامن العام في نقطة القاع الحدودية وأكد «أننا ننسق مع القوى الامنية لافتتاح مركز جديد وبناء مركز من أجل تصحيح الخلل الحاصل نظراً لبعد المركز 11 كلم من الحدود. كما ننسق مع الجيش اللبناني وقائد الجيش العماد جوزيف عون لتسيير دوريات على الحدود اللبنانية- السورية وصولاً الى المركز من أجل ضبط الحدود والآليات والاشخاص». وزار ابراهيم راس بعلبك والتقى النائبين نوار الساحلي واميل رحمة ومسؤول لجنة الارتباط في «حزب الله» وفيق صفا، إضافة الى فاعليات وقيادات محلية وذوي الاسرى. ولفت راعي أبرشية القاع للروم الكاثوليك الأب اليان نصرالله إلى أن «القاع اليوم في عرس كبير، الجيش والمقاومة قدموا تضحيات وشهداء من أجل تحرير جرود عرسال ما أنتج حرية الأسرى والجرود، وان شاء الله يكتمل هذا العرس بتحرير جرود القاع ورأس بعلبك». واستعدت الهرمل والبلدات الجنوبية لاستقبال أبنائها من عناصر حزب الله العائدين حيث ارتفعت أقواس النصر وازدانت الشوارع بالأعلام اللبنانية ورايات «حزب الله» على مداخلها وفي داخلها. مفوضية شؤون اللاجئين: لسنا جزءاً من الاتفاق بيروت - «الحياة» - اكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان في بيان حول عودة المقاتلين من الجماعات المسلحة السورية وعائلاتهم من عرسال إلى سورية، أنها «ليست جزءاً من الاتفاق الذي تقوم عليه تحركات العودة هذه، كما ان المفوضية لا تشارك في هذه التحركات وهي ليست في وضع يسمح لها بالتحقق إلى أي حد يعود اللاجئون، الذين هم مدنيون بحكم تعريفهم، من طريق تحركات العودة هذه». واشارت إلى «أن عودة اللاجئين ينبغي أن تكون مبنية على قرارات فردية، استناداً إلى معلومات موضوعية عن الأوضاع في مكان العودة المقصودة، وخالية من الضغوط التي لا مبرر لها».