اعرب رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري عن أمله بأن يستمر اللبنانيون في الاحتكام إلى الحوار والوفاق»، داعياً الاتحاد البرلماني العربي إلى دعم الحكومة اللبنانية الجديدة للقيام بمهماتها ما يمكنها من إخراج لبنان من ازمته السياسية والاقتصادية. ونوه بري في كلمة أمام المؤتمر السابع عشر للاتحاد البرلماني العربي الذي افتتح أعماله صباح امس في الدوحة، باهتمام أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بلبنان والمساهمة في صنع استقراره وإزالة آثار الحروب الإسرائيلية منه. وأضاف:» إني احمل إليكم لبنان الذي انتصر على الفتنة وانتصر لديموقراطيته والتزم العملية الدستورية في إطار ترتيب بيته الداخلي واحتواء التوترات فيه، آملين بأن يستمر اللبنانيون في الاحتكام إلى الحوار والوفاق وصولاً إلى الدخول في مرحلة الدولة التي ترسخ سلمه الأهلي وتؤكد استقراره، وتسلك طريق اتفاق الدوحة نحو اتفاق الطائف بكل مضامينه وتحديداً ما يؤسس للنهوض الاقتصادي». ودعا مؤتمر الاتحاد إلى «تأكيد دعمه لاستقرار لبنان ووحدته وسلامه الأهلي وصيغة التعايش بين أبنائه، وإلى دعم قيام الحكومة في لبنان بمهماتها بما يمكنها من إخراجه من ازمته السياسية والاقتصادية». ورأى بري «أن استراتيجية إسرائيل ترتكز على الاستثمار في الوقت وعلى تفكك النظام العربي، وعلى المشكلات القطرية التي تعصف ببلداننا، كما تستثمر بصفة خاصة في الإرهاب الذي يضرب على أوتار الفتن الطائفية والمذهبية، كذلك في تأجيج نار الاختلافات العرقية الكامنة وزيادة الفرقة بين كل شمال وجنوب». ودعا الفلسطينيين إلى إنجاز المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية «لأن وحدة الموقف الفلسطيني هي السلاح الأمضى بيد الفلسطينيين وهي خندق ممانعتهم ومقاومتهم الأول» . وتطرق بري إلى مسألة مسيحيي الشرق، لخصوصية «هذا الاستهداف وأبعاده والسعي لضرب التنوع الديني والعيش المشترك داخل مجتمعاتنا مع الشريك الأساس وهو المسيحي في حياتنا وتاريخنا ووجودنا»، لافتاً إلى أن «الإرهاب يضرب في كل الاتجاهات ويوقع الضحايا من كل الأطياف واستهداف المسيحيين خصوصاً لا يعني انعدام التسامح في مجتمعاتنا أو تراجع النظام العربي عن حماية مواطنيه من أي طائفة أو فئة». ودعا بري كل النظام العربي إلى «الاستفادة من الوقائع الجارية في اكثر من قطر عربي، وبالاستثمار في الديموقراطية بدل الاستثمار في أسلحة لا تستخدم على حدود أوطاننا بل على حدود مجتمعاتنا»، وقال: «رأينا في الأسابيع والأيام الماضية أستعدادات أكثر على حدود المجتمع وأقل على حدود الوطن ضد إسرائيل ورأينا الحقد في الداخل والحب على الحدود ورأينا الانتقام بيننا والغرام مع أعدائنا. أرحماء في ما بينكم وأشداء على الأعداء ؟» ورأى أن «نظامنا العربي الذي واصل دفن رأسه في الرمل والتراب احتاج إلى هزات وهزات ارتدادية دستورية كالتي نعيشها هنا وهناك من اجل الانتباه إلى أن المطلوب رفع شعار ازدهار الإنسان لا ازدهار النظام»، معتبراً أن المطلوب من «اتحادنا وبرلماناتنا أخذ نظامنا العربي بيده لاتخاذ قرارات تجعل الساحة العربية ساحة دائمة لحرية التعبير وليس معتقلاً سياسيا كبيراً بل وتحويل المعتقلات السياسية إلى مدارس للتربية على الديموقراطية لتعويض خسارة الوقت في السباق من اجل إحلال الديموقراطية الغائبة».