اُدخل سائق فريق لوتوس رينو البولندي روبرت كوبيتسا في غيبوبة مصطنعة مساء الأحد في إطار معالجته من الحادث الخطر الذي تعرّض له خلال مشاركته في رالي روندي دي أندورا بالقرب من جنوى الايطالية. ويرجّح ألا يشارك في بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد الموسم المقبل بسبب خطورة اصابته. وكان كوبيتسا أصيب بكسور خصوصاً في يده وساقه اليسرى نتيجة إختراق قسم من حاجز الآمان المحيط بالمسار إلى داخل سيارته سكودا فابيا. وخضع لجراحة دامت سبع ساعات في مستشفى سانتا كورونا في بييترا ليغوري، من أجل إنقاذ يده اليمنى من أي ضرر دائم يحرمه من العودة خلف مقود سيارة لوتوس رينو. وقد أعلن مصدر طبي أنه الآن في "وضع مستقر لكن حرج". وعلّق مدير لوتوس رينو ايريك بوييه على وضع كوبيتساً قائلاً "ان خبر حادث روبرت كان صدمة كبيرة للفريق بأكمله، لجميع العاملين في لوتوس رينو جي بي. نريد أن نشكر العاملين في مستشفى سانتا كورونا على مقاربتهم المحترفة وتفانيهم وعلى العناية الملفتة التي قدمها الأطباء له. سأسافر إلى ايطاليا مع (السائق الروسي) فيتالي بتروف لكي نرى روبرت ونقول له اننا ننتظر عودته بفارغ الصبر". اما البروفيسور ماريو ايغور روسيلو المتخصص بعلاج اليدين الذي أشرف على عملية كوبيتسا، فأشار إلى أن الطريقة التي أجريت بها الجراحة مشجعة لكنه اعترف انه من المبكر معرفة طريقة تجاوب السائق البولندي مع عملية التعافي. وتابع: "كانت عملية مهمة وصعبة للغاية. إن يد روبرت كوبيتسا اليمنى كانت مقطوعة في مكانين، مع تمزقات ملحوظة في العظام والأربطة. قمنا بكل شيء ممكن من إجل إعادة بناء وظائف يده". وكشف روسيلو أن فريقين من سبعة أطباء تناوبا على إجراء الجراحة. وتوقع أن تستغرق عملية إعادة تأهيل يد كوبيتسا والوصول إلى التعافي الكامل، إذا كان هذا الأمر ممكناً، إلى 12 شهراً لكنه اعترف بان سائقي الراليات والفورمولا يتعافون عادة في شكل أسرع من غيرهم. وتعرّض كوبيتسا (26 سنة) لهذا الحادث عندما كان يقود بسرعة عالية قبل اصطدامه بحائط كنيسة صغيرة، وارتطمت السيارة بالحائط من جهتها اليسرى فيما لم يتعرض مساعده ياكوب غيربر لأي اصابة. وعلق غيربر على الحادث في تصريح لصحيفة "غازيتا ديلو سبورت" الإيطالية، قائلاً: "كنا في الكيلومترات الأربعة الأولى من المرحلة الخاصة الأولى. كنت أنظر إلى دفتر الملاحظات المدونة ولم ألحظ أن السيارة تنحرف عن المسار. لم أستوعب أي شيء إلا بعد حصول الحادث عندما رأيت روبرت يمسك يده قبل أن يفقد وعيه. روبرت ليس سائقاً رائعاً وحسب، بل انه صديقي وآمل أن يتعافى قريباً". ومن المعلوم، أن فرق فورمولا واحد أو أي فرق رياضية أخرى لا تسمح لسائقيها أو لاعبيها بالمشاركة في احداث قد تشكل خطورة على حياتهم الا نادراً، وقد دافع بوييه عن قراره بالسماح لكوبيستا في مواصلة هوايته والمشاركة بالراليات في هذه الفترة المصيرية من الموسم، كون الفرق تتحضر للموسم الجديد من بطولة العالم. وقال بوييه: "روبرت شخص نحبه كثيراً: نشعر بحزن شديد وصدمة كبيرة. إن حصل هذا الأمر على متن لوتوس، رينو أو سكودا، فلا فارق لأنه لا يتعلق بالعمل. نحن نسمح له بالقيام بذلك لانه يحب الراليات. الراليات حيوية بالنسبة لروبرت ولصفائه الذهني. يضاف إلى ذلك، أن هناك اتفاقاً متبادلاً. نحن ندرك المخاطر وهو كذلك. نحن لا نريد رجلا آلياً أو رجل شركات كسائق في فريقنا". وأعرب سائقون كثر عن حزنهم للحادث الذي تعرّض له كوبيتسا وتمنوا له الشفاء العاجل، ومن بينهم البريطاني جنسون باتون والبرازيلي روبنز باريكيلو والفنلندي هايكي كوفالاينن والألماني تيمو غلوك، فيما سافر سائق فيراري الإسباني فرناندو ألونسو الذي يعتبر من الاصدقاء المقربين لكوبيتسا، إلى المستشفى من أجل الإطمئنان شخصياً على وضع سائق لوتوس رينو الذي أصبح عام 2006 أول سائق بولندي يشارك في سباقات الفئة الأولى مع فريق بي أم دبليو ساوبر، الذي بقي معه حتى الموسم الماضي عندما إنضم إلى رينو. ويبقى موسم 2008 الأفضل لكوبيستا في بطولة العالم حيث حلّ رابعاً، فيما أنهى الموسم الماضي في المركز الثامن بسيارة متواضعة، علماً أنه فاز بسباق واحد كان عام 2008 في كندا. يذكر أن شركة لوتوس أصبحت الراعي الرسمي الأول لفريق رينو الذي أصبح اسمه لوتوس-رينو. وكانت لوتوس سجلت عودتها في بطولة العالم الموسم الماضي، ليعود إسم الشركة البريطانية العريقة إلى عالم الفئة الأولى للمرة الأولى منذ 1994، وهذه المرة تحت "الراية" الماليزية عوضاً عن البريطانية لأن صانع السيارات الماليزي بروتون أشترى الشركة البريطانية العريقة. علماً أن لوتوس هي من أبرز فرق البطولة في عقدي الستينات والسبعينات من القرن الماضي. وقد توّجت بلقب الصانعين في سبع مناسبات أعوام 1963 و1965 و1968 و1970 و1972 و1973 و1978، وبلقب السائقين ست مرات أعوام 1963 و1965 و1968 و1970 و1972 و1978، وحققت 73 انتصاراً خلال مسيرتها التي بدأت عام 1958 (489 سباقاً حتى 1994)، وتناوب على قيادة سياراتها عدد من أساطير هذه الرياضة أمثال البريطانيان جيم كلارك وغراهام هيل وستيرلينغ موس ونايجل مانسل، والبرازيليان ايمرسون فيتيبالدي وماريو أندريتي وأيرتون سينا ونيلسون بيكيت، إضافة إلى الفنلندي ميكا هاكينن. ويبدو أن الشركة قررت توسيع نشاطها والعودة في شكل كامل وقوي إلى عالم فورمولا واحد من خلال دخولها بعقد رعاية مع رينو التي ستكتفي الموسم المقبل بمهمة تزويد المحركات إلى جانب الاستشارة الفنية، وهو أمر كان متوقعاً بعد أن باعت الشركة الفرنسية الغالبية العظمى من أسهم فريقها إلى الشركة اللوكسمبورغية الاستثمارية "جيني كابيتال". ودخلت لوتوس على مسار المفاوضات مع "جيني كابيتال" واشترت حصة هامة من الأسهم التي تملكها الأخيرة في الفريق، وهي ستشارك الموسم المقبل بلونيها التقليديين الأسود والذهبي. ويمتد العقد الذي وقعته لوتوس حتى عام 2017، مع تعهّد رينو بتزويد الفريق بالمحركات لأعوام عدة مقبلة، ليدخل الطرفان في شراكة اختبراها سابقاً بين 1983 و1986 مع سائقين مثل مانسيل وسينا. وحلّ فريق رينو خامساً في بطولة الصانعين الموسم الماضي بفضل كوبيتسا الذي إعتلى منصة التتويج في ثلاث مناسبات.