ألغت الحكومة الإسرائيلية أمس قرارها تعيين الميجر جنرال يوآف غالنت رئيساً جديداً لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي خلفاً للجنرال غابي أشكنازي الذي تنتهي ولايته الاثنين المقبل، وقررت تعيين الميجر جنرال بيني غنتس رئيساً جديداً لهيئة الأركان وترفيعه لرتبة جنرال، بعد أن تصادق على هذا التعيين لجنة خاصة تبحث تعيين شخصيات رفيعة. وجاء قرار الحكومة أمس بعد ان رفضت المحكمة العليا التماس غالنت إصدار أمر موقت للحكومة بعدم تعيين رئيس جديد لهيئة الأركان بداعي أنها لا تملك صلاحية إلغاء التعيين تحت طائل «نظافة اليد»، وأن هذه المسألة هي من صلاحيات «لجنة التعيينات الخاصة» التي سبق أن صادقت على التعيين. وستبحث المحكمة في الطلب غداً، في الوقت ذاته ستبحث التماس «الحركة الخضراء» ضد تعيين غالنت. وكان مفروضاً أن يباشر غالنت مهامه الأسبوع المقبل، إلا أن كشفاً متأخراً عن قيامه قبل سنوات باستغلال نفوذه والسيطرة على مساحات واسعة من أراض عامة بمحاذاة منزله الفخم لاستخدامه الشخصي اضطر الحكومة إلى إلغاء قرارها السابق بتعيينه بعد أن أبلغها المستشار القضائي للحكومة يهودا فاينشتاين توقعه أن المحكمة العليا لن تصادق على التعيين بعد أن تبين ل «مراقب الدولة» أن غالنت قدم بيانات كاذبة في شأن الأرض التي استولى عليها، وأنه استغل مكانته العسكرية الرفيعة لفرض حقائق على الأرض. وقال غالنت ان المستشار القضائي ومراقب الدولة ليسا مخولين التصديق على تعيينه من عدمه بعد أن صادقت لجنة التعيينات الخاصة عليه. وأعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو عن تفهمه خيبة أمل غالنت من إلغاء قرار تعيينه، مضيفاً أن «استقرار الجيش الإسرائيلي» هو الأهم في هذه الظروف التي تشهدها المنطقة، ما يحتم تعيين قائد جديد للجيش فوراً وعدم الغوص في الجوانب القانونية لتعيين غالنت. وأضاف انه ووزير الدفاع ايهود باراك قررا تعيين نائب رئيس هيئة أركان الجيش سابقاً بيني غنتس رئيساً جديداً لهيئة الأركان، «وهو الذي اجتاز المسار المطلوب الذي يؤهله لقيادة الجيش». ورحب المعلقون في الشؤون العسكرية بتعيين غنتس (52 عاماً) ووصفوه ب «الرجل المناسب في الوقت المناسب»، مشيرين إلى الصراعات الدائرة في السنوات الأخيرة بين الجنرالات، والحرب العلنية بين رئيس الأركان المنتهية ولايته غابي أشكنازي ووزير الدفاع. ووصفوا القائد الجديد ب «الأمير»، في إشارة إلى أنه تدرج في المناصب العسكرية المختلفة من دون أن يبذل جهداً خاصاً. كما وصفوه ب «الجنتلمان» في تلميح إلى نبرته الهادئة في حديثه. ويزعج غنتس توصيفه ب «الأمير»، وسبق أن قال عن ذلك: «صحيح أن لي عينين زرقاوين وصوتاً ناعماً، لكنني لست خرقة، ويجب ألا يفهم آخرون صوتي الهادئ في شكل غير صحيح، وراء هذه النبرة فهد ذو مخالب حادة». وبين المناصب العسكرية الرفيعة التي سبق لغنتس أن شغلها قيادته وحدة النخبة «شلداغ»، وقائد «وحدة الارتباط في لبنان» الذي أشرف على انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في ايار (مايو) عام 2000، وتسلمه بعد عام منصب قائد «المنطقة الشمالية». وخلال الحرب الأخيرة على لبنان، كان غنتس قائداً للقوات البرية. ووجهت «لجنة فينوغراد» التي حققت في إخفاقات تلك الحرب، انتقادات شخصية له على خلفية «الضعف الكبير في قدرات القوات البرية لتأدية مهماتها على أحسن وجه وضرب العدو وفقاً للأهداف التي حددت، والدفاع عن دولة إسرائيل ومواطنيها». وكان غنتس، قال في مقابلة صحافية قبل نحو شهرين عندما قرر خلع بزته العسكرية بعد تعيين غالنت، ان أمام الجيش الإسرائيلي عدداً من التحديات. وعن إمكان مواجهة عسكرية مع ايران، قال: «تقدمنا على صعيد قدراتنا العسكرية، ونأمل في ألا توضع هذه القدرات على المحك». وعن الوضع في قطاع غزة، قال إن «قضية غزة ستنفجر مجدداً، ويتوجب علينا مواجهتها».