اعلن خبراء تأمين سعوديون أن شركات التأمين تعرضت لخسائر كبيرة نتيجة كارثة الأمطار والسيول التي اجتاحت مدينة جدة أخيراً، وتسببت بتلف منازل ومركبات ومحال تجارية كثيرة. وقال عضو لجنة التأمين في غرفة جدة عدنان خوجه في تصريح الى ل «الحياة»: «تقدر خسائر شركات التأمين خلال الحالات المسجلة ما بعد إلى الكارثة 300 مليون ريال عدا الحالات غير المسجلة»، موضحاً أن «الجزء الأكبر من خسائر الشركات بعد كارثة جدة، قد ينحصر في قطاع التأمين المتعلق بحوادث السيارات والتأمين الطبي»، مشيراً إلى أن «التأمين في الغالب لا يشمل الكوارث الطبيعية إلا اذا تضمنت وثيقة التأمين مثل هذا الشرط». وأضاف: «لا يحق لأي شركة تأمين التنصل من واجباتها ومسؤولياتها، والنظام يلزمها بعدم رفض أي طالب تأمين في المجال المرخص للشركة بمزاولته». وزاد: «لا يوجد وعي من قبل المواطنين بضرورة التأمين على المنازل»، موضحاً أن «أقل الطلبات على التأمين هو تأمين المنازل على رغم أهميته وضرورته الحتمية خصوصاً بعد الكارثة التي اجتاحت مدينة جدة اخيراً ونتج منها اضرار كبيرة في المنازل». وأوضح أن «تأمين السيارات يكون تحت سقف معين خصوصاً في ما يتعلق بالكوارث الطبيعية وهذا ينعكس على شركات إعادة التأمين أيضاً»، مشيراً إلى أن «الخسائر ستظهر في قوائم الشركات خلال الربع الجاري». وطالب خوجه ب «نشر وعي التأمين لدى المستفيدين من الخدمة، كما ان على طالبي الخدمة من شركات التأمينن خصوصاً الأفراد، الحرص على حفظ حقوقهم ومعرفتها من خلال القراءة الجيدة لبنود وثيقة التأمين»، مشيراً إلى أن «الكثير من المواطنين مع الأسف لا يدركون حقوقهم وغير ملمين بشروط و وثيقة التأمين وبالتالي قد يفوت عليهم المطالبة قانونياً بحقوقهم». وأكد خبير التأمين عمر زهير أن «شركات التأمين تكبدت خسائر كبيرة بعد كارثة جدة». وقال: «هناك مطالبة من شركات ومحال تزيد على 20 مليون ريال»، مشيراً إلى أن «شركات تعاني من دفع التعويضات الكبيرة والضخمة دفعة واحدة، لكن هذا من طبيعة عمل شركات التأمين». وأضاف: «كارثة سيول جدة قد تدفع بعض الشركات إلى رفع سقف قيمة التأمين في حالة طلب المستفيد إضافة التأمين ضد الكوارث الطبيعية كالسيول والعواصف وغيرها، وفي الوقت ذاته سيزيد الطلب على هذه النوعية من التأمين بخاصة في جدة التي تكرر فيها المشهد غير مرة لا سيما في قطاع السيارات وكذلك بعض المنشآت»، مؤكداً أن «زيادة الطلب على التأمين ستنعكس إيجاباً على أرباح الشركات في المستقبل». وأكد أن من «الصعب في الوقت الحالي تقدير حجم أو نسبة خسائر كل شركات التأمين على اعتبار أن بعض مكاتبها في جدة نفسها تضرر ويواجه صعوبة في القيام بعملها موقتاً، إضافة إلى أنه لا يزال أمام الكثير من المتضررين الوقت الكافي للتقدم بطلبات التعويض». ولفت إلى أن «شركات التأمين لا تستطيع التهرب من واجباتها حتى لو تعرضت لخسائر كبيرة».