أحداث مصر تكاد تلهينا عن كل أمر آخر كما «ألهت بني تغلب عن كل مكرمة/ قصيدة قالها عمرو بن كلثوم». أحداث مصر أهم كثيراً من قصيدة، أو ديوان شعر، غير ان عندي للقارئ أخباراً أخرى أعلّق عليها... نثراً طبعاً. القاسم المشترك بين الذين أريد أن يقرأوا رأيي فيهم، هو أنني اقول لهم جميعاً 16 و17 (من الأبجدية العربية) فهذا رأيي فيهم وفي مواقفهم وسياساتهم وأخلاقهم. - عضو الكونغرس بيتر كنغ، رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب، يريد فتح تحقيق في الراديكالية الإسلامية، وهو زعم في مقابلة صحافية في 20/12/2010 أن «إرهابيين مسلمين يحاصرونه»، وأقول له انه كذاب دجال متطرف، والناس لم ينسوا له تأييده إرهاب الجيش الجمهوري الإرلندي، وهو الآن يؤيد الإرهاب الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، ما يعني انه شريك فيه. وكان أكثر من 50 جمعية إسلامية ومنظمة حقوق إنسان وأخرى دينية أبدت قلقها من موقف كنغ، ما يعني إدانته قبل ان يبدأ لأن تطرفه لا يمكن ان يقارن باعتدالها. - عضو الكونغرس ايليانا روس- ليتينين، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، تهدد الأممالمتحدة بحجب ملايين الدولارات هي حصة الولاياتالمتحدة من موازنتها إذا لم تنفذ «إصلاحات جدية». كلام النائبة، أو المصيبة، يحتاج الى ترجمة، فهي مهاجرة يهودية من فلوريدا وليكودية متطرفة تؤيد إسرائيل تأييداً مطلقاً، وحملتها على الأممالمتحدة سببها ان المنظمة العالمية تضم غالبية مطلقة من دول العالم تدين باستمرار جرائم إسرائيل وإرهابها، وهذا لا يناسب أمثال روس - ليتينين الذين يؤيدون الاحتلال والاستيطان والقتل والتدمير. أزعم أن رأي ليكودية من فلوريدا لا يمكن ان يقارن برأي العالم في إسرائيل، فهي دولة إرهاب وعنصرية، والقرارات ضدها تفوق القرارات ضد اي دولة أخرى من الأعضاء، بل تفوق القرارات ضد مجموعة دول من قارة كاملة. ثم ان مقابل كل دولار تدفعه الولاياتالمتحدة الى الأممالمتحدة يعود لها أربعة دولارات لوجود مقر المنظمة العالمية في نيويورك وتوافد الناس عليها من رؤساء دول وحكومات ووزراء ووفود ومساعدين، فهؤلاء ينفقون في الفنادق وعلى النقل والمشتريات ما يزيد أضعافاً على حصة أميركا من موازنة الأممالمتحدة، وهي في حدود 4.8 بليون دولار تدفع الولاياتالمتحدة منها 22 في المئة، أو حوالى 600 مليون دولار. وروس - ليتينين ليست وحدها، فأركان الحزب الجمهوري في مجلس النواب بدأوا حملة لخفض مساهمة بلادهم معتمدين في ذلك على موقع إلكتروني يقترح طرقاً لخفض العجز في الموازنة الأميركية، وهو 1.5 تريليون دولار، ما يعني ان موازنة الأممالمتحدة كلها نقطة في بحر عجز الموازنة الأميركية. - مايك هاكابي، حاكم ولاية اركنسو السابق الذي يتردد اسمه مرشحاً للرئاسة عن الحزب الجمهوري السنة القادمة كان اخيراً في ضيافة منظمة إسرائيلية للاستيطان في القدس، وهو صرح بما يناسب ولاة نعمته، فقال ان من حق اليهود الاستيطان في القدس وجميع أرض إسرائيل التوراتية، وإذا أراد الفلسطينيون دولة فيجب ان يطلبوها من العرب لا إسرائيل. أقول لهذا القس التبشيري الليكودي ان فلسطين من البحر الى النهر، وأن إسرائيل التوراتية خرافة كذبة إشاعة، لم توجد يوماً، فقد كانت هناك قبائل يهودية أو تجمعات سكانية، ولكن لا ممالك أو أنبياء دجالين. ما أقول هو معلومات وتاريخ صحيح وليس رأياً متطرفاً يدافع عن فاشست إسرائيل، أو يطلب إعدام الذين سربوا برقيات ديبلوماسية اميركية لموقع ويكيليكس. - برنار هنري ليفي يوصف أحياناً بأنه فيلسوف، غير انني أجده رجل علاقات عامة، يعيش على اتصالاته، وقد انتقد فرنسيون كتاباته «الفلسفية» وأفكاره، وكانت له السنة الماضية فضيحة كبرى عندما استشهد في نقد ايمانويل كانت بفيلسوف فرنسي اسمه جان - باتيست بوتول، وهو غير موجود وإنما اخترعه الصحافي والفيلسوف الفرنسي فردريك باجي. ليفي كتب في صحيفة «هفنغتون بوست» الإلكترونية مقالاً عنوانه «الدعوة الى مقاطعة إسرائيل هراء»، والكلمة الأخيرة بالإنكليزية crap وتأتي ايضاً بمعنى سخف أو حماقة، وبالعامية «فضلات بشرية». ليفي نفسه crap وقد رد عليه في الصحيفة نفسها عمر برغوثي وأفحمه ما لا يترك زيادة لمستزيد، فلا أقول سوى ان مقاطعة إسرائيل يقودها أكاديميون بينهم يهود كثيرون من طلاب السلام، أما ليفي فيؤيد دولة غير ديموقراطية، دولة احتلال وأبارتهيد تقتل النساء والأطفال، وحكومتها تتألف من عصابات ليكود وشاس وإسرائيل بيتنا، أو ما يمثل انتماء الفيلسوف المزعوم. [email protected]