لندن - أ ف ب، رويترز – أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، في أول خطاب يلقيه حول التطرف الإسلامي منذ توليه السلطة في أيار (مايو) 2010، أن فشل سياسة التنوع الثقافي التي تتبعها بلاده منذ فترة طويلة أضعف الهوية البريطانية، وجعل شباناً مسلمين يتبعون عقائد متطرفة. وهذا ما يشير إلى تبدّل في سياسة ائتلاف المحافظين والديموقراطيين الأحرار حيال الأقليات الإتنية والدينية في بريطانيا التي غالبا ما افتخرت بهذا التعدد. وقال كامرون، على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ أمس: «اذا كنا نريد دحر تهديد التطرف يجب أن نتيقظ لما يحدث في دولنا، إلى جانب التصدّي للإرهاب عبر العمليات العسكرية في الخارج. ويحتّم ذلك طي لندن صفحة سياساتها الفاشلة في الماضي، وفي مقدمها التعددية الثقافية التي حتّمت عيش الثقافات منعزلة بعضها عن بعض وبعيدة من التيار العام»، داعياً إلى «ليبرالية أكثر فاعلية وقوة» تعتمد على المساواة في الحقوق وحكم القانون وحرية التعبير والديموقراطية من أجل بناء هوية قومية أقوى. وزاد: «بصراحة، نحتاج إلى درجة أقل تسامحاً مع أولئك الذين يرفضون القيم الغربية من تلك التي سادت في السنوات الأخيرة، إذ إن المجتمع المتسامح الذي يقول لمواطنيه: طالما أطعتم القانون فسنترككم لشأنكم، يبقى محايداً بين مختلف القيم، بينما يفعل المجتمع الليبرالي الأصيل أكثر من ذلك بكثير. إنه يؤمن ببعض القيم ويروّج لها، ويقول لمواطنيه: هذا ما يحدد هويتنا كمجتمع». وميّز كامرون بين الإسلام كديانة والأيديولوجيا السياسية للتطرف الإسلامي، مؤكداً أنهما «لا يتطابقان». واعتبر أن المنظمات غير العنيفة التي تقدم نفسها على أنها ملاذ للمسلمين من دون أن توضح موقفها من القيم الغربية، لا يجب أن تحصل على مساعدة الدولة، ويجب منعها من دخول الجامعات. ورددت هذه التعليقات تصريحات أدلت بها المستشارة الألمانية أنغلا مركل العام الماضي، وعكست سعي حكومات أوروبية لتحسين اندماج المهاجرين، في ظل استمرار التوترات المحلية بين ثقافات مختلفة، علماً أن التطرف الإسلامي يشكّل مصدر قلق كبير للحكومات البريطانية، خصوصاً بعدما نفذ انتحاريون عاشوا في هذا البلد هجمات على وسائل للنقل العام في 7 تموز (يوليو) 2005، ما أسفر عن مقتل 52 شخصاً. ويشير منتقدون إلى أن السياسة الخارجية الغربية في الشرق الأوسط وما وراءه، وليس فقط صدام الحضارات في الداخل، لعبت دوراً كبيراً في تأجيج المشاعر المناهضة للغرب.