افتتح في الرباط الملتقى الثاني الإبداعي للفنون التشكيلية المغربية الذي يشارك فيه فنانون وحّدت بينهم الألوان واختلفوا في مقاربة الأشكال التي تعكس مواضيع اشتغالهم. ويتضمن الملتقى الذي نظم تحت إشراف «مجموعة الفنانين التشكيليين الباحثين»، لوحات لستة عشر فناناً، تستلهم الكتابة والأيقونات المجرّدة والخط العربي. واستطاع بعض التشكيليين المشاركين في هذا المعرض الذي يستمر حتى 20 الجاري، إبراز اهتمامهم ببعض المواضيع مثل البيئة والأرض والطبيعة. وسعتْ تجارب أخرى إلى استثمار الموروث الثقافي المغربي، إذ تسرد، كما يسرد الكُتّاب، حكاية بعض الأحياء العتيقة والأزقة الضيقة. كما استعانت لوحات أخرى بتقنية الاستعادة باشتغالها على «الذاكرة» عبر الاستعانة بوثائق مكتوبة ومصوّرة وأسطوانات سمعية، في حين فضّلت تجارب أخرى التركيز على تيمتي الرحلة والهجرة من خلال لوحات جميلة تفتح العين على اللانهائي. ومن بين الفنانين المشاركين، عزام مقدور ومحمد حوستي وثريا بلكناوي ومصطفى النافي ومحمد شريفي وعبد الرحمن الويداني وليلى الزاكي وبنيونس عميروش ومنصف صدقي العلوي وعبد الرزاق احمامو وعبد الغني الحراثي والسعيد الرغاي وطه السبيع وعبد الكبير صامبا ومحمد الحراق وعائشة مذكور. من جهة أخرى، يحتضن رواق محمد الفاسي في الرباط معرضاً فوتوغرافياً جماعياً يحمل شعار «تقاطعات»، تنظّمه وزارة الثقافة المغربية بتعاون مع الجمعية المغربية للفن الفوتوغرافي. ويشارك في هذا المعرض المستمر حتى التاسع عشر من الشهر الجاري، كل من الفنانين الفوتوغرافيين المغاربة: التهامي بنكيران (فاس)، رشيد الوطاسي (طنجة)، محمد مالي (الدارالبيضاء)، حسن نديم (مراكش)، جعفر عاقيل (الرباط). ومن خلال صور مدينة طنجة لرشيد الوطاسي، وفاس للتهامي بنكيران، وفكيك والدارالبيضاء لمحمد مالي، ومراكش لحسن نديم، ومكناس والرباط لجعفر عاقيل، يقود الفنانون جمهور الصورة، في رحلة تأمل وشغف يجوبون خلالها بعض الفضاءات التي يحتفون بها. وفي مراكش أقام الفنان المغربي المعروف أحمد بن سماعيل معرضاً فنياً في رواق «noir sur blanc»، حيث وزّع كاتالوغ ضمّ أهم اللوحات التشكيلية المعروضة وكلمة مقتضبة كان كتبها الراحل إدمون عمران المالح جاء فيها: «يتبع أحمد بن إسماعيل، منذ سنوات عدة، مساراً تشكيلياً يستحق شيئاً من الاهتمام. وقبل كل شيء أريد أن أقول إن ما أعجبت به أولاً، هو تميز نظرته كمصور فوتوغرافي، ومعلوم أن لقاءنا نتج منه نشر «ضوء الظل» الكتاب الذي يرسم رحلة حول سيدي بن سليمان الجزولي». واعتبر الكاتب أن «لوحات أحمد بن إسماعيل قدمت لنا كسؤال، كرسالة لا تسلم دلالتها، لأنها بالذات مشبعة بهذا المناخ، فمن بعيد، تكاد تلامس اللغز». وكتب القاص أحمد بوزفور، بدوره نصّاً نثرياً احتفاء بتجربة الفنان.