أكد الكرملين أن موسكو «راضية في شكل عام عن سير عمليات التهدئة وإنشاء مناطق خفض التصعيد في سورية»، ولفت الناطق باسمه ديمتري بيسكوف إلى ضرورة «بذل جهود لإنشاء منطقتين جديدتين لخفض التوتر» خلال الفترة المقبلة. وأقر الناطق الرئاسي الروسي بأن «ثمة عقبات وصعوبات تعترض مسار التهدئة» لكنه شدد على ارتياح بلاده لاستقرار وقف النار على رغم بعض الخروقات المحدودة، وتحدث عن تحول «إيجابي» باتجاه دفع جهود تثبيت الهدنة في عدد من المناطق السورية. ولم يكشف بيسكوف تفاصيل عن الجهود التي قال إنها «تبذل حالياً» لإنشاء منطقتين جديدتين لخفض التوتر، لكن مصدراً ديبلوماسياً تحدثت معه «الحياة» أوضح أن الحديث يدور عن «استكمال العملية التي أعلن عنها في أيار (مايو) الماضي»، مذكراً بأن الأطراف الضامنة وقف النار في سورية (روسياوإيران وتركيا) أعلنت عن إقامة أربع مناطق لخفض التوتر في سورية، و «تمت حتى الآن إقامة منطقة في الجنوب وأخرى في ريف دمشق (الغوطة الشرقية) وتتجه الجهود لاستكمال المناقشات لإعلان منطقة خفض توتر في ريف حمص، وأخرى في مناطق الشمال». وحول الوضع في إدلب التي كان الاتفاق السابق نص على إعلان منطقة حفض توتر فيها، أوضح المصدر أنه «على رغم أنه يمكن الإعلان عنها في مرحلة قريبة وربما تكون متزامنة مع جولة المفاوضات الجديدة في آستانة، لكن ثمة صعوبات جدية تعترض تنفيذ هذا الاتفاق إذا تم التوصل إليه». وأشار إلى سيطرة «جبهة النصرة» على إدلب، وصعوبة التوصل إلى اتفاقات حول آليات مراقبة وقف النار وتنظيم عمليات التفتيش وإقامة حواجز المراقبة لتسهيل دخول المواطنين والمساعدات الإنسانية». ولفت المصدر إلى أن السفير رمزي رمزي نائب المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا سيزور موسكو الأربعاء المقبل، لمناقشة مسار آستانة، وسبل دفع العملية السياسية في جنيف. وأشار إلى اهتمام موسكو ب «مواصلة التنسيق ومناقشة المبادرات والأفكار التي تتبلور مع فريق المبعوث الدولي». ولفت إلى أن موسكو تواصل في الوقت ذاته، مشاوراتها مع الضامنين الآخرين إيران وتركيا، وإلى أن زيارة رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين قبل أيام طهران ركزت على الملف السوري، خصوصاً أن طهران تستعد لاستقبال اجتماع فني– تقني يسبق جولة مفاوضات آستانة المقبلة. ورجح الديبلوماسي الروسي أن ينعكس التصعيد الحاصل حالياً في العلاقات الروسية- الأميركية على التعاون بين الطرفين في سورية، على رغم أن «تجربة العمل المشترك في منطقة الجنوب أظهرت قدرتنا على العمل سوية وتحقيق نتائج إيجابية». على صعيد آخر، اعتبرت هيئة (وزارة) الأمن الفيدرالي الروسي أن تنظيم «داعش» يعد «الخطر الأساسي الذي يهدد الأمن الروسي» وجاء في تقرير نشرته الهيئة أن لدى روسيا معلومات عن تدريب أشخاص والقيام باتصالات من الأراضي السورية مع متشددين داخل الفضاء السوفياتي السابق لشن هجمات إرهابية ضد منشآت روسية. وسجل التقرير إحباط موسكو خلال الشهور الستة الأولى من العام الجاري 10 محاولات لتنفيذ عمليات تفجيرية كان أحدثها أول من أمس، في سان بطرسبورغ حيث اعتقلت الأجهزة الأمنية سبعة متشددين من مواطني جمهوريات آسيا الوسطى. وكانت مدينة بطرسبورغ شهدت تفجيراً ضخماً في نيسان (أبريل) الماضي، أودى بحياة 16 شخصاً في مترو الأنفاق، ودلت التحقيقات على أن منفذي الهجوم تلقوا تعليمات ودعماً من أطراف تنشط في سورية حالياً.