أعلن الجيش المصري إحباط هجوم انتحاري ضخم استهدف وحدة عسكرية في شمال البلاد، قرب الحدود مع ليبيا، بسيارة مفخخة يقودها انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً، في وقت واصلت قوات الجيش بمعاونة المقاتلات الجوية ضرباتها لمعاقل الإرهاب في شمال سيناء، حيث دمر بؤراً عدة للمتطرفين وقتل تكفيرياً. وقال المتحدث باسم الجيش العقيد تامر الرفاعي في بيان إن «عناصر الجيش أحبطت محاولة إرهابية لاستهداف إحدى الوحدات العسكرية في المنطقة الشمالية العسكرية، حيث حاولت سيارة دفع رباعي مفخخة محملة بأكثر من طن ونصف طن من المواد شديدة الانفجار اقتحام إحدى الوحدات، فبادرت عناصر الحراسة الى إطلاق النار على السيارة ما أدى إلى مقتل سائقها الذي كان يرتدي حزاماً ناسفاً». وأضاف أن «عناصر الهندسة أبطلت مفعول السيارة المحملة ببراميل تحتوي على مواد شديدة الانفجار وذخائر وكميات من الأجزاء والقطع المعدنية لإنتاج أكبر كمية من الشظايا لإحداث أكبر خسائر ممكنة». ونشر الجيش شريط فيديو للسيارة والبراميل المتفجرة، وظهرت سيارة دفع رباعي محملة ببراميل مغطاة بقماش، وقد دُمر مكان السائق الذي تناثرت أشلاؤه من شدة انفجار الحزام الناسف الذي كان يرتديه. وأوقفت قوات الجيش السيارة في منطقة صحراوية عند مدخل الوحدة العسكرية. وأظهر هذا الهجوم مدى التزام جنود الجيش بقواعد حماية وحداتهم العسكرية، كما يُشير إلى تخطيط التنظيمات التكفيرية المتطرفة، التي تملك قدرات قتالية عالية، نقل معركتها مع الجيش المصري إلى مواقع جديدة، بعيداً من شمال سيناء والمنطقة الغربية، إذ ظلت المنطقة الشمالية العسكرية بمنأى عن الهجمات الإرهابية التي تستهدف وحدات الجيش في شكل مباشر. وبدا من كمية المتفجرات التي حملتها السيارة المفخخة وتفجير انتحاري نفسه بحزام ناسف أن محاولة الهجوم يقف وراءها تنظيم متطرف يتبى أفكار تنظيم «داعش» الإرهابي، وليس الجماعات المسلحة التي ترتبط بجماعة «الإخوان المسلمين» والتي لا تنتهج أسلوب الهجمات الانتحارية ولم تملك بعد تقنية تفخيخ السيارات. من جهة أخرى، قال المتحدث العسكري إن قوات إنفاذ القانون في الجيش الثاني الميداني بالتعاون مع القوات الجوية واصلت مداهمة البؤر الإرهابية في شمال سيناء، ما أسفر عن قتل تكفيري واكتشاف وتدمير 5 أوكار خاصة بالعناصر التكفيرية و23 دراجة نارية و14 عبوة ناسفة كانت معدة لاستهداف القوات على محاور التحرك، فضلاً عن ضبط كمية من الأسلحة والذخائر وبعض الوثائق الخاصة بالعناصر التكفيرية وأجهزة كومبيوتر ومعدات اتصال. ونشر المتحدث العسكري صوراً للمضبوطات التي لوحظ أنها تحتوي على عدد كبير من كاميرات التصوير والمراقبة المتطورة، ووسائل اتصال حديثة، ما يشير إلى تقنيات متقدمة في حوزة الجماعات المتطرفة في شمال سيناء.