تفتح الأسئلة آفاقاً متعددة، هي الأقدر على وضع الملح على الجراح، خصوصاً حين تكون في متناول اليدين وقريبة من اللسان، إنما لم يحضرها أحد لنا بصيغة مباشرة أو يحرك الإجابات من أدمغتنا التي لم يعد يغيب عنها شيء. هذه المرة كانت الحاجة ماسة وملحة للتنفس والتفكير قليلاً، والتمعن أحياناً بعد سلسلة الأوجاع المحلية والعربية الماضية، ولا بد حين استدعي قضايا معينة من تصفح شيء من أوراق الذاكرة الملتصقة بها حديثاً. س1: املأ الفراغ بالكلمة الملائمة «نحبط، نخاف، نُجَنْ، نتألم، نستحي»: - حين نناقش قضية تكافؤ النسب....! - حين يقترب الراتب ونتذكر القروض....! - حين يهبط المطر ونحن مثلاً في جدة....! - حين نقرأ الموازنات والمشاريع المعلنة ثم نلتفت للواقع....! - حين يمر علينا «الشيطان/ فساد» ونعرف أنه يعيش بيننا....! - حين نشاهد أوضاعنا العربية والانحدار إلى الأسفل....! س2: من السبب وراء: - وجود جيل لا يجيد تركيب جملتين مفيدتين مع بعضهما البعض حين يصدمه سؤال عادي. - مسؤول يعد دوماً، ويتحدث دوماً، ويظهر دوماً، ويختفي «فجأة» عند أول اتهام. - شعب عربي يعشق حل قضاياه بالصياح، وإن التقى على طاولة «تحَدّث بالأيدي». - مسبحة طويلة اسمها «لجنة» مكونة من لجنة + لجنة + لجنة + لجنة. وتنتهي ب«لجنة»، وفي النهاية تنقطع اللجان لاستحداث لجنة أهم. س3: ما رأيك في التعاطف المحلي الذي «يبديه أو تبديه» - عند حدوث كارثة محلية أو حدث موجع طارئ: البنوك – رجال الأعمال – شركات الاتصالات؟ س4: يحدث أن تصادف بعض التلميحات كالنوع القادم في هذا السؤال، «هل لديك إجابة واضحة»؟ - ما المكان الذي يأخذ منا أكثر مما نأخذ ونحن نبتسم في البداية؟ - من الذي يجلدنا وقد لا يعيش بدوننا؟ - من الذين نحترمهم لأجل اتساع جيوبهم ونضحك لنُكْتَتِهُمْ حتى لو كانت عادية جداً؟ ملاحظة «يفضل العودة لما قبل هذا السؤال للمساعدة»؟ س5: يلاحظ أن هناك مسؤولين وموظفين صغاراً وكباراً وأشخاصاً قد لا تصرف لهم رواتب يعيشون ثراءً مالياً مجنوناً! ألا أحد سأل نفسه «لماذا»؟ ومن أين؟ س6: قل ما تشاء واكتب ما شئت واستعن بمن تريد وفتش حولك بعد الحقائق الأربع المقبلة، وخذ وقفة عند عبارات موضوعة بعناية أمام كل حقيقة: - «6651» عدد قضايا الفساد المضبوطة من المديرية العامة للمباحث (المباحث الإدارية) من عام 1426ه إلى 1430ه. «هذا ما تم ضبطه، فماذا عن المختفي»؟ - هيئة الرقابة والتحقيق تحيل يومياً موظفاً متهماً بالفساد إلى ديوان المظالم، أي 360 موظفاً سنوياً. «ويعود إلى مكتبه سالماً معافى». - ديوان المراقبة العامة يكشف عن تعثر أربعة آلاف مشروع بقيمة ستة بلايين ريال. «قبلاتي وسلامي على مقاولي الباطن». - 181 مليون ريال عدد الأموال المودعة في حساب إبراء الذمة خلال خمس سنوات. «شكرا لاستيقاظ الضمير». فاصلة: ما دمنا نحن في «فساد» فلن نكون بخير! انتهت الأسئلة. [email protected]