على الوجه الأمامي من مفصل الركبة وعند نقطة التقاء الفخذ مع الساق هناك عظمة سميكة شبه مثلثة الشكل تحت الجلد مباشرة، يقال عنها في اللغة الدارجة صابونة الركبة (الرضفة)، وتكون غضروفية لينة عند الولادة، لكنها لا تلبث أن تتحول تدريجياً الى عظمة كاملة في غضون ثلاث سنوات. ان أهمية الصابونة هي في تشكيلها دعامة آلية لعضلات الفخذ لتأمين حركات مفصل الركبة وطيه أثناء المشي والنهوض وصعود السلالم والجري. وتبقى صابونة الركبة مستقرة في مكانها الصحيح بفضل قوة الأربطة والعضلات التي تتحكم بحركتها، لذلك أي خلل يطراً على هذه الأربطة والعضلات ينعكس سلباً على استقرار الصابونة في مكانها. ويمكن صابونة الركبة أن تكون مصدراً لمشاكل صحية، خصوصاً عند صغار السن الذين يمارسون ألعاباً رياضية معينة. وفي ما يأتي أهم الإصابات التي تتعرض لها صابونة الركبة: - التهاب وتر صابونة الركبة، وهو إصابة شائعة للوتر الذي يربط الصابونة مع عظمة الساق الكبيرة المسماة القصبة، ويعتبر القفز والوثب المتكرر وقطع المسافات الطويلة والهرولة والمشي على المنحدرات، من أبرز الأنشطة التي تسبب التهاب الوتر لأنها تترك عبئاً ثقيلاً على وتر الصابونة مؤدياً الى إصابته بالتهاب. ويعاني المصاب بالتهاب وتر الصابونة من عوارض شتى، مثل الألم حول الوتر أو عند الضغط عليه، وانتفاخ في مفصل الركبة، وألم عند الوثب أو الهرولة أو المشي وعند ثني مفصل الركبة أو مده. وقد يحصل في بعض الحالات ان ينقطع الوتر كلياً ما يتسبب في اندلاع آلام عنيفة تعرقل ألية الركبة. ان الفحص السريري لمفصل الركبة مع التصوير بالرنين المغناطيسي يسمحان بوضع التشخيص ومن ثم البدء بالعلاج المناسب للتخفيف من حدة الألم ومن التورم المفصلي، أما في حال انقطاع الوتر فإن الإصلاح الجراحي لا مفر منه. - كسور صابونة الركبة، وهي شائعة نتيجة الضربات المباشرة التي تتلقاها جراء حوادث السقوط والاصطدام، كما يمكن أن تنكسر الصابونة نتيجة التقلصات الشديدة التي تحصل في عضلة الفخذ الأمامية. وتكون كسور الصابونة اما بسيطة تنقسم فيها العظمة الى قسمين، واما قد تكون كسوراً مركبة تتفتت فيها الصابونة. ويتم تشخيص كسور الصابونة بسهولة، فالمريض يشكو من آلام حادة في منطقة مفصل الركبة التي تكون هي الأخرى متورمة، وقد يشاهد تهتك في طبقة الجلد التي تغطي الصابونة. وتسمح الأشعة السينية بتحديد نوع الكسر ان كان مركباً أو بسيطاً، وقد يلزم عمل الأشعة المقطعية أو أشعة الرنين المغناطيسي لمعرفة هوية الكسر وللكشف عن احتمال وجود تمزقات في أوتار مفصل الركبة. ويتم علاج كسور الصابونة وفقاً لنوعية الكسر، إما بوضع نصف جبيرة في الساق للحد من حركة المفصل والتقليل من معاناة المصاب، وقد يلزم وصف مسكنات الألم، ويُنصح المصاب بعدم وضع أي وزن على الرجل المصابة، وبعد أسابيع من وضع الجبيرة يخضع المريض للمعالجة الفيزيائية لإعادة الحركة الطبيعية لمفصل الركبة. أما التدخل الجراحي فيتم عند حدوث تمزّق في جلد الركبة أو عندما تكون الصابونة مفتتة، وفي هذه الحال يتم تثبيت الصابونة المكسورة باستخدام براغ وأسلاك طبية ودبابيس مصنوعة خصيصاً لكسور الرضفة. وفي بعض الإصابات الشديدة قد يكون كسر الصابونة متفتتاً الى درجة يصعب فيها تثبيته، من هنا لا يبقى أمام الطبيب الا استئصال الجزء المتفتت من عظمة الصابونة. ولا يجوز بأي حال من الأحوال اهمال علاج كسور صابونة الركبة المتبدلة لأنه يمكن أن يؤدي الى اصابة مفصل الركبة بالخشونة المبكرة الأمر الذي يترك تداعيات سلبية على حركة المفصل مستقبلاً. ومتى تم التحام الأجزاء المكسورة للصابونة فإنه لا بد من جلسات علاج فيزيائي طبيعي لتقوية العضلات واعادة حركة المفصل شبه الطبيعية، وبالتالي تسهيل عودة المريض الى ممارسة نشاطاته اليومية. ولا بد من التذكير هنا بأهمية تجنب الوضعيات السيئة التي تلحق أشد الضرر بصابونة الركبة مثل وضعية التربيعة، ووضعية القرفصاء. - خلع صابونة الركبة. تبقى الصابونة مستقرة في مكانها الطبيعي أثناء الحركة بفضل الأربطة ووجود فجوة خاصة على السطح الأمامي لعظمة الفخذ. لكن قد يحصل أن تنخلع الصابونة من مقرها الرسمي بسبب الرضوض المباشرة على الصابونة أو نتيجة التغير المفاجئ في حركة مفصل الركبة أثناء الجري. ويتسبب خلع الصابونة في تورم الركبة، وتبدو الصابونة في غير محلها ومنزاحة إما الى الخارج واما الى الداخل، ويكون المريض غير قادر على الوقوف على الركبة المصابة. يستطيع الطبيب أن يشخّص بسهولة خلع الصابونة، لكنه قد يحتاج الى عمل أشعة مقطعية على مفصل الركبة للتأكد من عدم وجود كسور ملازمة للخلع. كيف يعالج خلع صابونة الركبة؟ يجب رد الصابونة الى مكانها الطبيعي، واذا كان الخلع جزئياً فإن العلاج يكون باجراء تمارين خاصة لتقوية بعض العضلات الأمامية للفخذ تساعد على عودة الصابونة الى مكانها الطبيعي. واذا استمر الخلع على حاله فإن اللجوء الى الجراحة يصبح أمراً حتمياً. خلاصة القول، صابونة الركبة هي عظمة مثلثة الشكل معلقة بين الفخذ والأوتار والأربطة والعضلات، فإي تبدل طارئ يجري على هذه المكونات يمكن أن يزعزع استقرار الصابونة، وبالتالي يؤدي الى مشاكل صحية تؤثر على حركة مفصل الركبة. وتعتبر الرضوض المباشرة والوضعيات السيئة من أهم الأسباب التي تزعزع استقرار صابونة الركبة، فاحموا ركبكم منها.