شهدت بغداد امس تظاهرات سلمية في عدد من المناطق، راوحت مطالبها بين توفير الخدمات ووقف تجاوزات الأجهزة الأمنية من جهة، وانتقاد الأداء السياسي في البلاد من جهة ثانية، فيما نفت الحكومة المحلية في محافظة الديوانية (جنوب) سقوط قتلى خلال تظاهرة مساء أول من أمس في بلدة الحمزة احتجاجاً على تردي الخدمات وخلفت نحو أربعة جرحى على يد رجال الشرطة. وشهد شارع المتنبي ومنطقة الحسينية ذات الغالبية الشيعية وساحة الفردوس وسط بغداد امس، تظاهرات شارك فيها المئات من الشباب والناشطين في حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني وعدد من المثقفين والصحافيين. وتجمع العشرات من أهالي منطقتي المعالف والمواصلات الواقعة جنوب بغداد في ساحة الفردوس احتجاجاً على القوات الأمنية التي اقتحمت المنطقة قبل أيام . وقال رحيم شاكر، وهو احد المنظمين للتظاهرة إن «قوة أمنية دخلت منطقتي المواصلات والمعالف ونفذت حملة اعتقالات واسعة واقتحمت منازل وضربت النساء والأطفال وعندما اعترضها احدهم قتلته على الفور». وأضاف أن «القوة الأمنية المسؤولة عن حماية المنطقة منذ شهور لا تعرف من دخل المنطقة، وقيل إنها مرتبطة بمكتب مكافحة الإرهاب التابع لرئيس الوزراء نوري المالكي». وأضاف أن «هذه القوة التي لم تكشف نفسها ولم تظهر أوامر قضائية اقتحمت عدداً من المنازل وقامت بضرب النساء والأطفال أمام رجال المنطقة الذين لم يستطيعوا مقاومتها». ورفع المتظاهرون، بينهم نساء وأطفال شعارات منددة بالقوات الأمنية ورددوا شعارات مطالبة بإعادة «الحقوق المنتهكة وتعويض المتضررين ومحاسبة المقصرين». وكانت النائب عن «التيار الصدري» مها الدوري انتقدت اول من امس جهاز مكافحة الإرهاب المرتبط برئيس الوزراء واتهمته بقتل مواطن في بغداد وطالبت الحكومة بفتح تحقيق في الحادث. إلى ذلك، تظاهر امس المئات من أهالي منطقة الحسينية شرق بغداد احتجاجاً على سوء الأوضاع الخدمية والبلدية وطالبوا الحكومة بالإسراع في توفير الخدمات . وقال علاء رزوقي، احد المنظمين، في اتصال مع «الحياة» إن «التظاهرة ضمت وجهاء وشيوخ المنطقة ومنظمات مجتمع مدني الذين خرجوا بشكل عفوي للمطالبة بحقوقهم المسلوبة». وأضاف أن «التظاهرات في المنطقة ستستمر حتى تحقيق مطالب الأهالي». وشارك في التظاهرة المئات من سكان المنطقة الذين حملوا شعارات استنكار بينها «اين الكهرباء؟» و»أوقفوا الفساد الإداري» و»يجب محاسبة المقصرين». وشهد شارع المتنبي الثقافي في بغداد امس أيضاً تظاهرة قادها شباب من بغداد وعدد من المثقفين والمفكرين والأدباء والصحافيين مطالبين الحكومة بتغيير سياساتها وإيجاد سبل لتحسين الخدمات». واتهم المتظاهرون أعضاء البرلمان بالطائفية ونددوا باستخدام الأعيرة النارية في تظاهرة «الحمزة» اول من امس في محافظة الديوانية، التي أدت إلى مقتل وإصابة أربعة مواطنين، داعين إلى عدم فرض القيود على الحريات وعدم استخدام سياسة تكميم الأفواه. وأبلغ نائب محافظ الديوانية فيصل النائلي «الحياة» امس أن التظاهرة التي أجريت الخميس في قضاء الحمزة خلفها جهات سياسية في المحافظة». نافياً سقوط قتلى . وقال مدير مكتب الصدر في الديوانية الشيخ نضال النعماني إن «إطلاق النار على المتظاهرين أمر مرفوض ولا يجوز شرعاً»، وأضاف أن «العراق الجديد مبني على الديموقراطية وحرية التعبير كيف نواجه مضطهدين مسلوبة حقوقهم بالرصاص الحي؟». وكان آلاف من أهالي حي الحمزة نظموا تظاهرة تخللتها أعمال عنف فتحت قوات الشرطة خلالها النار على المتظاهرين ما أدى إلى إصابة 4 منهم . وأكد محافظ الديوانية سالم حسين علوان في مؤتمر صحافي امس أن «المحافظة تفتقر للنفط والسياحة والتجارة وحرمت من الزراعة بعد أزمة المياه التي يشهدها العراق». وأوضح أن «نسبة الفقر وصلت إلى 88 في المئة». وأضاف أن «مواطني الديوانية عانوا الأمرين خلال السنوات الماضية بسبب قلة المخصصات المالية والديون المتراكمة من المشاريع السابقة».