تحل اليوم (الإثنين) الذكرى ال104 لميلاد الكيمائية البريطانية الحاصلة على جائزة نوبل في الكيمياء دوروثي هودغكن والتي كانت أهم أبحاثها عن الأنسولين وكيفية القضاء على مرض السكر. من هي دوروثي هودغكن؟: دوروثي ماري هودغكن والمعروفة مهنياً باسم دوروثي كروفوت هودغكن، هي عالمة بريطانية في الكيمياء الحيوية، ولدت في العاصمة المصرية القاهرة في 12 أيار (مايو) 1910، لأب يدعى جون وينتر كروفوت كان يعمل عالم آثار وباحث كلاسيكي، وأم تدعى غرايس كروفوت، كانت تعمل أيضاً عالمة آثار وخبيرة في المنسوجات المصرية القديمة. عاشت هودغكن أول أربعة أعوام من عمرها مع الجالية الإنكليزية في مصر وكانت تذهب إلى إنكلترا فقط لعدة أشهر كل عام. اشتعلت الحرب العالمية الأولى أثناء وجود دوروثي في إنكلترا وكانت تتنقل بين عائلة والديها وبين الأصدقاء ولكنها كانت بعيدة عن والديها، وقررت والدتها بعد انتهاء الحرب العودة إلى إنكلترا والاعتناء بابنتها جيداً، وقالت دوروثي عن تلك الفترة «إنها أجمل لحظات حياتي». رباها والداها بطريقة محافظة وأرادا أن تكون لها مهن لها طبعة إنسانية، كالطب البشري والتمريض، ولكنها بدأت تهتم بالكيمياء منذ الصغر وكانت أمها تنمي لها حبها للعلوم بصفة عامة. في عام 1921 التحقت هودغكن بمدرسة ليمان، وكانت تسافر بانتظام إلى الخرطوموالقاهرة لزيارة والديها، ثم دخلت كلية سمرفيل وهو أحد كليات جامعة أكسفورد وكان لا يقبل فيه إلا الإناث، ودرست بعد ذلك في جامعة كامبردج تحت إشراف جون برنال، وفي عام 1934 عادت إلى جامعة أكسفورد وعملت باحثة في كلية سمرفيل حتى عام 1977، كما تم تعيينها في المجتمع الملكي عام 1960. حياتها العلمية: يرجع الفضل إلى دوروثي في تطوير دراسة البلورات بالأشعة السينية، إذ تعتبر واحدة من العلماء الرواد في مجال دراسة البلورات بالأشعة السينية للجزيئات الحيوية، إذ قدمت تقنية دراسة البلورات بالأشعة السينية ( طريقة تستخدم لتحديد هياكل ثلاثية الأبعاد من الجزيئات الحيوية)، وكانت الاكتشافات الأكثر تأثيراً لها، هي التأكد من بنية أو هيكلة البنسلين التي كانت فرضيات للعالمين إرنست تشين وإدوارد إبراهام، وبعد ذلك هيكل فيتامين بي 12، ما جعلها تُصبح ثالث امرأة تفوز بجائزة نوبل في الكيمياء. في عام 1969، وبعد 35 عاماً من العمل وبعد خمسة أعوام على حصولها على جائزة نوبل، تمكنت من فك رموز هيكل الأنسولين، وأصبحت تقنية دراسة البلورات بالأشعة السينية أداة تستخدم على نطاق واسع، ثم أصبحت هذه التقنية لاحقاً حاسمة في تحديد هياكل العديد من الجزيئات البيولوجية، إذ إن معرفة هيكل أمر بالغ الأهمية لفهم وظيفته. عاشت دوروثي نحو 84 عاماً قضتها بالكامل في البحث العلمي، وكان الأنسولين من أهم مواضيع أبحاثها. وتتمثل أهم اكتشافاتها، في استخدام تقنيات الأشعة السينية، لبنية جزيئات حيوية هامة منها البنسلين عام 1946، فيتامين (ب-12) عام 1956، وهرمون البروتين إنسولين 1969، كما تضمنت إنجازاتها تطوير طرق جعلت تحديد البنى الجزيئية ممكناً. أهم الجوائز في حياتها: حصلت دوروثي على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1964 على أعمالها في مجال التبلور، وحازت أيضاً ميدالية كوبلي عام 1976، وفي 1965 حصلت على وسام الاستحقاق خلفاً لونستون تشرشل. ووافتها المنية في 29 تموز (يوليو) 1994.