عمت أحياء مدينة القدسالمحتلة وتحديدا منطقة باب الأسباط فجر اليوم (الخميس)، أجواء من الفرح العارم بعد «الانتصار الذي تحقق بفعل الصمود الأسطوري لشعبنا وقيادته وتحديهم للاحتلال وإجراءاته ورفضهم التعاطي مع كل ما فرضه ما أجبره على إزالة البوابات الالكترونية والجسور والبوابات الحديدية عن مداخل الأقصى»، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا). وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي شرعت فجراً بإزالة البوابات الحديدية والكاميرات الالكترونية والجسور التي نصبتها على أبواب المسجد الأقصى بعد يوم الرابع عشر من الشهر الجاري. وأطلقت الألعاب النارية وسط تكبيرات الله أكبر، فيما وزع مواطنون الحلوى ابتهاجا بالانتصار، وتحول المشهد من بكاء أمام بوابات الأقصى إلى احتفالات تعم المكان. واعتبر مقدسيون في أحاديث منفصلة مع «تلفزيون فلسطين» ما جرى رسالة للحكومة الإسرائيلية بأن المقدسات خطوط حمر، وأنها بكل جبروتها لا تستطيع منع شعبنا ومصادرة حقه في العبادة وفي السيادة على مقدساته، مشيدين بالثبات والإرادة والوحدة الميدانية للمقدسيين والكل الفلسطيني الذي انتفض في مختلف محافظات الوطن، واعتبروا ما جرى انتصار للشهداء والجرحى والأسرى. وكان القيادة الفلسطينية والدول العربية والاسلامية اتخذت اجراءات ومواقف رافضة لما تقوم به اسرائيل. وكذلك طرحت القضية خلال جلسة لمجلس الأمن أمس في حين عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن قلقه من احتمال تصاعد العنف بالبلدة القديمة في القدس حيث وقعت اشتباكات هي الأكثر دموية منذ سنوات بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال جوتيريش في بيان: «أنا قلق على نحو خاص من احتمال تصاعد العنف وأحث كل الزعماء السياسيين والدينيين وزعماء الجاليات على الكف عن التصرفات الاستفزازية والخطابة وأدعو إسرائيل إلى ضبط النفس». إلا أن البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) صوت أمس بالموافقة في جلسة تصويت أولى من بين ثلاث جلسات لازمة، على تفعيل قانون يضع شرطاً قاسياً أمام أي تصويت في المستقبل بشأن التنازل عن أجزاء من القدسللفلسطينيين. وقد يتحول التعديل المقترح لقانون القدس الأساسي الذي يحدد الوضع القانوني للمدينة إلى قانون هذا العام. وينص التعديل على ضرورة تصويت 80 على الأقل من بين نواب الكنيست البالغ عددهم 120 نائباً لصالح أي اقتراح بتسليم أجزاء من المدينة إلى «طرف أجنبي». ووضع القدس من العقبات الرئيسية في طريق جهود أميركية لاستئناف محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين بعد أن انهارت عام 2014. وأعلنت إسرائيل القدس عاصمتها «الأبدية والموحدة» بعدما استولت على القدسالشرقية التي يغلب على سكانها العرب في حرب 1967 وضمتها إليها في خطوة لا تحظى بموافقة دولية. وصوت 51 من الائتلاف اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويشغل 67 مقعداً بالكنيست لصالح التعديل ورفضه 41 نائباً في المجمل. وقد تجرى جلستا التصويت الأخريان بعدما يعود البرلمان من عطلته الصيفية في أكتوبر تشرين الأول. إلى ذلك، نصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم حواجز عسكرية داخل محافظة جنين، وواصلت اغلاق حاجز «دوتان» العسكري، جنوب بلدة يعبد. وذكرت مصادر محلية ل«وفا»، أن قوات الاحتلال نصبت حواجزها العسكرية على شارع جنين - حيفا، وعلى مداخل بلدات عرابة، ويعبد ، وقباطية، واحتجزت عددا من الشبان، واستجوبتهم، وأوقفت مركبات، وفتشتها، ودققت في هويات راكبيها، ما أدى الى إعاقة تحركات المواطنين. وفي السياق، لا تزال قوات الاحتلال تغلق حاجز «دوتان» لليوم الخامس على التوالي، وتحرم آلاف المواطنين والتجار والمزارعين والعمال من التحرك والتنقل من وإلى محافظتي جنين، وطولكرم، وبلدة يعبد، وقراها، من الساعة 9 مساء، وحتى الساعة الرابعة صباحا. وفي رام الله أعادت قوات الاحتلال الاسرائيلي اليوم إغلاق مدخل قرية كوبر الرئيس شمال غرب رام الله، بالسواتر الترابية للمرة الثالثة. وذكر نائب رئيس مجلس قروي كوبر نعيم صباح أن الاحتلال أعاد تجريف مدخل القرية الرئيسي الذي يقع بينها وبين قرية أبو شخيدم، وأغلقها بالحجارة الضخمة والسواتر الترابية. وأضاف، إن هذا المدخل يعتبر الوحيد لأهالي البلدة للخروج أو الدخول منها، خصوصاً أن الاحتلال يمنع المواطنين من سلك الطريق الفرعية التي تربط القرية مع قرية برهام حيث يتواجد الاحتلال بشكل دائم هناك. وتأتي هذه الاجراءات المستمرة ضد المواطنين في كوبر منذ يوم الجمعة الماضية، بعد تنفيذ الشاب عمر العبد عملية طعن في مستوطنة حلميش قتل فيها ثلاثة مستوطنين.