شرعت المعارضة البرلمانية الموالية للأكراد في تركيا اليوم (الثلثاء) في احتجاجات تستمر ثلاثة أشهر ضد حملة حكومية سجنت في إطارها عشرات النواب ورؤساء البلديات بسبب صلات مزعومة بانفصاليين مسلحين. وفرض مئات من رجال الشرطة الذين كانت تدعمهم مركبات مدرعة ومدافع مياه إجراءات أمنية مشددة في متنزه تجمع فيه عشرة من نواب «حزب الشعوب الديموقراطي» في ديار بكر أكبر مدينة في جنوب شرقي تركيا الذي تقطنه غالبية كردية. وقال «حزب الشعوب الديموقراطي» إن الشرطة سمحت في بادئ الأمر بالاحتجاج، لكنها طوقت لاحقاً مناطق ظليلة في المتنزه، سامحة بالدخول فقط إلى منطقة معرضة لحرارة الشمس الحارقة. وأضاف في بيان أن عدداً قليلاً فقط من أعضائه تمكنوا من الدخول. وقال الناطق باسم الحزب عثمان بايدمير للصحافيين «الحصار في هذه الحديقة علامة على الوضع الفعلي في تركيا...حزب سياسي حصل على 70 في المئة من الأصوات (في ديار بكر) لا يستطيع عقد اجتماع مجموعته (البرلمانية) في المتنزه». وتقول أنقرة إن «حزب الشعوب الديموقراطي» مرتبط بحزب «العمال» الكردستاني الذي يخوض تمرداً منذ ثلاثة عقود، وتعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية. وسجن 11 من نواب «حزب الشعوب الديموقراطي» إلى حين محاكمتهم، وجدد حبس أكثر من 70 رئيس بلدية منتخباً من فرع تابع إلى الحزب في جنوب شرقي تركيا، في إطار تحقيقات متعلقة بالإرهاب. وتولى مسؤولون حكوميون مهمة إدارة بلدياتهم. كما ألقت السلطات القبض على آلاف من أعضاء الحزب. ويعتزم «حزب الشعوب الديموقراطي» في إطار الحملة تنظيم احتجاجات على مدار الساعة لمدة أسبوع بقيادة نوابه في اسطنبول ومدينة فان جنوب شرقي تركيا ومدينة أزمير الساحلية غرب البلاد. وقال بايدمير «الفاشية لا يمكن وقفها إلا من خلال معركة ديموقراطية. هذا ما نقوله. سنكون هنا لسبعة أيام على مدار 24 ساعة في اليوم...لا عنف ..لا عداء. نعلي فقط صوتنا بالقول إننا لن نرضخ للفاشية». وأضاف بايدمير إن «حزب الشعوب الديموقراطي» سينظم احتجاجات حتى الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) إحياءً لذكرى اعتقال الزعيمين المشاركين في تأسيس الحزب صلاح الدين دمرداش وفيجين يوكسيكداج. وأثار اعتقالهما إدانة دولية وجردت يوكسيكداج منذ ذلك الحين من وضعها البرلماني وحل محلها رئيس مشارك للحزب. وجاءت دعوة «حزب الشعوب الديموقراطي» للاحتجاج بعد أسبوعين من انتهاء كمال قليجدار أوغلو، زعيم «حزب الشعب الجمهوري» أكبر أحزاب المعارضة التركية، من مسيرة دامت 25 يوماً من العاصمة أنقرة إلى اسطنبول احتجاجاً على حملة ضد من يشتبه في أنهم أنصار الانقلاب العسكري الفاشل العام الماضي. وزجت السلطات التركية في السجون بأكثر من 50 ألف شخص أو احتجزتهم رهن المحاكمة، وأوقفت عن العمل أو عزلت حوالى 150 ألفاً من وظائفهم منذ فرضها حال الطوارئ بعد محاولة الانقلاب مباشرة.