بدأت شركة أرامكو السعودية ومقاولوها للهندسة والشراء والإنشاء، بالتحضير لمرحلة التشغيل المبدئي لمشروع جازان العملاق، وسيضم المشروع مصفاة شبه تحويلية بقدرة 400 ألف برميل يومياً، إضافة إلى أكبر محطة كهرباء في العالم تعمل بتقنية التغويز بالدورة المركبة المتكاملة، ومنشأة تفريغ مخلفات تابعة بقدرة 103 آلاف برميل يومياً، قادرة على إنتاج 3.85 غيغاواط من الطاقة والهيدروجين والبخار، وغيرها من المرافق للمصفاة ومدينة جازان الاقتصادية. وقالت أرامكو السعودية إن جدول إنجاز الأعمال والتدخلات المعقدة في ما بين الوحدات المختلفة يشكِّل تحدِّياً فريداً لعملية التشغيل المبدئي للمجمع. وبدأ مجمع مصفاة جازان في مطلع 2016 التخطيط، بهدف مراجعة خطة التشغيل المبدئي، وضمان جاهزية الوحدات لبدء تشغيل ناجح وآمن. ومن المتوقع أن تبدأ شركة أرامكو العمليات الأولية بمجمع التكرير في 2017، لكن الاكتمال النهائي سيكون في 2018. وطوال 2016 وأوائل عام 2017 أجرى المجمع تخطيطاً داخليّاً لورش عمل بدء التشغيل، كما نُظمت ورشة عمل مستقلة لمراجعة خطة بدء التشغيل الأولية، ومشاركة الدروس المستفادة والحلول الممكنة لعدد من التحديات المتوقَّعة مع فرق مصفاة جازان. وشارك في الورشة موظفون من مرافق التشغيل في التكرير المحلي وتجزئة سوائل الغاز الطبيعي وخبراء مختصون من إدارة أنظمة التصنيع والمراقبة، وحدّدت ورشة العمل الثالثة بدء التشغيل، وجرت مناقشة بنود العمل التي يتعيّن على كل فريق من فرق العمل تنفيذها. وساعدت المناقشات حول نطاق إضافي وقوائم الجرد الأولية، وأساليب التشغيل في توضيح الإجراءات اللازمة ووضعها في صيغتها النهائية، إضافة إلى تحديد أشخاص معنيين بتنفيذ هذه الإجراءات. وتقع مصفاة جازان على ساحل مدينة بيش في قلب مدينة جازان الاقتصادية، وستقام على مساحة 12 كيلومتراً مربعاً، وستعالج المصفاة حال انتهائها 400 ألف برميل من الزيت الخام العربي الثقيل والمتوسط، لإنتاج الجازولين والديزل ذي المحتوى المنخفض جداً من الكبريت، والبنزول، والباراكسيلين. وتقوم أرامكو بإنشاء مصفاة جازان وتمويلها بالكامل، ومن المتوقع اكتمال هذا المشروع مع نهاية العام 2018، وسيوفر المشروع 1000 وظيفة مباشرة، إلى جانب 4000 فرصة عمل غير مباشرة. وسيكون مشروع مصفاة أرامكو السعودية في جازان نواة المدينة وقلبها النابض، ويُعد من بين أضخم أربعة مشاريع تكرير أُنشئت خلال ال20 عاماً الماضية على مستوى العالم، بحجمه، وتقنيته المتقدمة، وطاقته الإنتاجية، وتكامله الهادف إلى تعظيم القيمة. فالمصفاة مصممةٌ لمعالجة أكثر من 400 ألف برميل في اليوم من الزيت العربي الثقيل والمتوسط، وتوفّر نحو 5000 فرصةِ عملٍ للشباب السعودي، منها 1500 وظيفة مباشرة في أعمال المصفاة، التي ستوفر بدورها اللقيم للصناعات التحويلية. ويشمل المشروع إنشاء محطة توليد للطاقة، الذي يعد من المشاريع الرائدة، التي تشتمل على أول معمل في المملكة لتحويل سوائل البترول الثقيلة إلى غاز منقّى نظيف، باستخدام تقنية الدورة المركبة المتكاملة عالية الكفاءة، وستنتج هذه المحطة القياسية ما يربو على 4000 ميغاواط من الكهرباء، تلبّي حاجة المصفاة والمدينة الاقتصادية، ومن ثم تصدير نحو 2600 ميغاواط لشبكة الكهرباء الوطنية.