تعتبر جنيفر أنيستون (41 سنة) الأميركية ذات الأصول اليونانية، من أكثر نجمات هوليوود شعبية على المستوى العالم. واشتهرت أنيستون على رغم انها مثلت في التلفزيون والمسرح منذ صباها، بفضل مشاركتها لسنوات طويلة في المسلسل التلفزيوني الناجح جداً «أصدقاء»، الذي فتح أمامها أبواب هوليوود والسينما واسعة وجعلها تتصدر أغلفة أشهر المجلات النسائية والفنية. ثم تزوجت أنيستون من براد بيت خاطفة إياه من خطيبته الممثلة غوينيث بالترو، الأمر الذي أضاف إلى نجوميتها نبرة مميزة حافظت عليها رغم انفصالها عن بيت في 2002. جاءت النجمة التي أصبحت أيضاً منتجة في بعض الأحيان، إلى باريس للترويج لفيلمها الجديد «التبديل» للمخرجين جوش غوردون وويل سبيك والذي تتقاسم بطولته مع جيزون بيتمان، فالتقتها «الحياة» وحاورتها. تبدين الآن في مرحلة متقدمة من النضوج النفسي والعقلي، فهل أنت على دراية بهذا الأمر؟ - هذا ما يقال ويكتب عني فعلاً، على الأقل في ما يخص أدواري. والحقيقة أنني مجرد ممثلة أتقمص الدور المطروح علي. لست أدري ما الذي يجعل المخرجين يفكرون في منحي مثل هذا النوع من الشخصيات الناضجة عقلياً، فربما أنني أوحي اليهم بالجدية والرصانة وحسن إدراك مسؤوليات الحياة. لكن الطريف أن معظم أفلامي تنتمي إلى اللون الخفيف ومع ذلك فهي تقدم إلى الجمهور شخصيات نسائية قوية قادرة على تحمل مشقات الحياة المهنية والعاطفية، وأن كان الأمر تحت ستار الفكاهة والشاعرية. أعتقد بأن الجو العام السائد في أيامنا هذه يحبذ تسليط الضوء على المرأة الإيجابية وبالتالي فالسينما تتبع التيار. وأنا راضية عن ذلك وعن أدواري الخفيفة ظاهرياً والعميقة في مضمونها الفعلي. أما عني شخصياً في حياتي اليومية فلست في وضع يسمح لي بأن أحكم على تصرفاتي، وأترك هذه المهمة لغيري. ما الذي جذبك في سيناريو فيلم «التبديل» حتى توافقين على المشاركة فيه؟ - جذبتني طرافة القصة وكونها حسب ما أعرف حدثت في الواقع، ثم قوة شخصية البطلة وإصرارها على تحقيق أهدافها وطموحها في الحصول على حياة كريمة مهما تطلب الأمر من تضحيات بالنسبة الى امرأة أربعينية مشغولة بحياتها المهنية وغير متزوجة بعد. ويروي الفيلم كيف تقرر امرأة الإنجاب بطريقة اصطناعية من دون أن ترتبط عاطفياً برجل ما لأنها في رأيها غير مستعدة لخوض تجربة الحياة المشتركة إضافة إلى أنها بسبب التزاماتها المهنية لا تملك الوقت لذلك. ولكن الحب هو الأقوى في النهاية وهذا ما تكتشفه بعد أن تعيش سلسلة من الأحداث والمطبات الساخنة الناتجة عن قرارها الأساسي. كيف بدأت في الفن وأنت لا تزالين صبية؟ - صودف انني شاركت في إعلان تلفزيوني لأن أمي كانت قد قرأت خبراً في شأن شركة إنتاج كانت تفتش عن طفلة صغيرة فأخذتني من يدي حتى أجري الاختبار أمام الكاميرا، وقيل عني في ما بعد إنني موهوبة فحصلت على المشاركة في الإعلان وعلى أدوار مسرحية وتلفزيونية كثيرة من بعده. هل كنت كطفلة مقتنعة بالأمر أو أنك كنت تطيعين والدتك وحسب؟ - اعتبرتُ الحكاية مثل اللعبة وقررت في كل مرة أن أكون أحسن لاعبة فتفوقت في أدائي وحصلت على كل الأدوار التي رشحت لها. كنت مقتنعة جداً من دون أن أدري إنني كنت أمارس مهنة حقيقية لا لعبة أطفال. أنت من أصل يوناني فهل تتكلمين اللغة اليونانية؟ - لا، فأنا كبرت في نيويورك ولم أعش أكثر من سنة واحدة في اليونان عندما كنت صغيرة جداً. لم أتعلم هذه اللغة إطلاقاً، ربما لأن والدي غادر بيت الزوجية وتم الطلاق بينه وبين أمي التي ربتني. وهي لا تتكلم اليونانية بما انها نصف إيطالية ونصف ارلاندية. يقال أنك على خصام مع والدتك، فهل هذا صحيح؟ - لقد أنا بقيت غاضبة ضدها فترة لا بأس بها إلى درجة أنني لم أرغب في أن تحضر حفل زفافي من براد بيت. ولكن الوقت مضى وعادت المياه إلى مجاريها بعض الشيء، إلا أنني لا أزال أحمل في قلبي حكاية مهاجمتي في حديث أعطته لمجلة معروفة مدعية أنني أتصرف بطريقة خاطئة في ظروف كثيرة من حياتي. أنها تحب معاملتي دائماً كأنني لا أزال صبية في العاشرة من عمري، وهذا ما لا أتحمله. تمارسين الإنتاج، فهل تفضلينه نوعاً ما على التمثيل؟ - انني في حاجة إليه لأنه يناسب شخصيتي، وكي أفسر كلامي دعني أقول أنني أعشق تحمل المسؤوليات الكبيرة ولا أعتبر التمثيل مسؤولية ضخمة في النهاية لأن المخرج هو الذي يراقب كل التفاصيل ويحمل الفيلم فوق كتفيه من ألفه الى يائه، ويتعاطى في كل صغيرة وكبيرة مع المنتج الذي يمثل السلطة العليا في المشروع ككل، بينما ليس على الممثل أكثر من إتقان دوره لقطة بعد لقطة وهذا أمر سهل في نظري إذا كان الشخص يتمتع ولو بذرة من الموهبة. أنني أحقق ذاتي في الإنتاج وأحب التدخل في تفاصيل تحضير الفيلم ثم مباشرة الترويج له في النهاية وانتظار حكم الجمهور عليه يوم نزوله إلى الصالات. إنها عملية مثيرة لا أتخيل نفسي أعيش من دونها الآن، إلا إنني من ناحية ثانية أحتاج إلى التمثيل وإلى نزوات النجومية. هل كانت علاقتك جيدة بزميلك جيزون بيتمان في أثناء تصوير «التبديل»؟ - نتقاسم أنا وبيتمان هواية واحدة هي حب مدينة نيويورك، وهذه نقطة إيجابية ربطت بيننا وسهلت علاقتنا من أول لقاء في الأستوديو، خصوصاً أن أحداث الفيلم صورت هناك، والذي حدث بعد ذلك هو أننا تمتعنا إلى أبعد حد بتمثيل كل اللقطات الخطرة نوعاً ما التي دارت في شوارع نيويورك مثل المطاردات بالسيارات أو على الأقدام. لقد أنجزت بنفسي كل المواقف الصعبة ورفضت اللجوء إلى بديلة، وذلك فور سماعي خبر اشتراط بيتمان تأدية كل المشاهد التي خصته بنفسه. فلم أسمح لنفسي بأن أكون أقل منه شجاعة أو كفاءة في عملي. كنا نتسابق على تحقيق أعلى نسبة من الحركات الجنونية أمام الكاميرا، وقد أصبت بكدمات في أكثر من مرة لكنني صمدت إلى النهاية على رغم أن شركة التأمين نصحت المنتج بمنعي كلياً من التعرض لمجاذفات قد تعرقل حسن سير التصوير في ما بعد. لكنني نجمة ومن أبرز مزايا النجومية قيام صاحبتها بفعل الشيء الذي يعجبها، وأنا فعلت ما أعجبني. وقد تسببت كل هذه التفاصيل في نشوء علاقة ممتازة بيننا أنا وبيتمان، إذ أننا من النوع المحب للحركة وللتحديات غير العاقلة. في حبالها من النادر جداً أن تظهري في مشاهد إباحية في أفلامك، لذلك كانت المفاجأة كبيرة حينما ظهرت في لقطة جريئة جداً من الفيلم الفكاهي «الانفصال» قبل أربعة أعوام، فما الذي جرى؟ - أكره تمثيل المشاهد العاطفية الحميمة أو حتى التخلص من ثيابي أمام الكاميرا، وفي ما يخص فيلم «الانفصال» لم أستطع اطلاقاً رفض أداء تلك اللقطة نظراً الى كونها قد شكلت على رغم مدتها القصيرة جداً، أحد الأجزاء الرئيسة من السيناريو المبني على التصرفات التي تقوم بها الشخصية النسائية حتى تغري الرجل الذي تحبه وتوقعه في حبالها. لكنني مثلت المشهد وأنا مرتبكة جداً وكدت أن أختبئ تحت مقعدي في صالة السينما ليلة مشاهدتي الفيلم في عرضه الأول، إذ كان من الصعب جداً علي رؤية نفسي بلا ثياب بالحجم العريض فوق شاشة سينمائية ضخمة. هل تضعين الماكياج في كل المناسبات؟ - نعم، أنا لا أتحمل الخروج من بيتي ولو للنزهة أو لشراء شيء معين من دون أن أضع الماكياج وكأنني خارجة لحضور حفلة توزيع جوائز الأوسكار. ويحدث أن أضع الماكياج فوق وجهي حتى إذا كنت لا أنوي الخروج، ولمجرد المتعة التي تجلبها لي هذه العملية في حد ذاتها. وهل أنت رياضية؟ - نعم وإلا لما أصررت على أداء المشاهد الخطرة بنفسي في فيلمي «التبديل» و «صائد الرؤوس» قبله. أجيد الألعاب الرياضية الآسيوية وقد علمتني إياها صديقتي وشريكتي في مسلسل «أصدقاء» كورتني كوكس، فهي خبيرة في الجودو والكاراتيه والتاي كويندو. وغير ذلك أسبح وأركب الدراجة وأحافظ على ليونة جسدي بتدريبات يومية.