بعد إطلاعي على الكتاب الذي زودني به مشكوراً أخي وزميلي مدير مكتب وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية عبدالرحمن الأحمدي، من إعداد الدكتور حسن النعمي، ومادة الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات ولقاءات تناولت شخصية الدكتور عبدالعزيز السبيل في مرحلة ما بعد استقالته، تجاوزت «72» مقالة، من إصدار النادي الأدبي بجدة. أعجبتني افتتاحية رئيس النادي الأدبي بجدة الدكتور عبدالمحسن القحطاني، التي جاءت بعنوان «أما قبل» على خلاف المعتاد، وصف من خلالها الدكتور السبيل بالعلامة الفارقة، فجمع بين عنوان ووصف لافتين، فكان له السبق في ذلك! ومادة الكتاب عُني بها الدكتور حسن النعمي عناية تستحق الثناء، وأعتقد أنه قام بهذا الجهد بدافع الوفاء لصديقه وزميله الدكتور السبيل، هكذا فهمت! وهي فكرة لم يختزلها النعمي لنفسه، ولكنه أشار إلى صاحبها الذي اقترح عليه ذلك، وأعني به الكاتب المخضرم محمد القشعمي (البلدياتي!). جاءت أولى مقالات الكتاب بقلم وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، الذي عبّر بلغة عدم الرضا برحيل السبيل، ولكن مشاعره تبددت بكسب هذا الإنسان الكبير بأخلاقه ومواقفه، بحسب تعبير الدكتور خوجة، ويبرز سمت الوزير وعلو كعبه، عندما طلب من الفارس المترجل، السماح والعذر له وحسن النية، عما عساه وجد منه إبان فترة العمل. اللافت للانتباه، أن الأسماء التي عبّرت عن مشاعر الحزن لرحيل السبيل، متعددة المشارب، لا يجمعها مكان واحد ولا جنس واحد، بقدر ما كان القاسم المشترك بينها إعلان الخسارة جراء ترجله من صهوة هذا الجواد المغري الذي قاده بحكمة متناهية، جميع المقالات جاءت في رتم واحد وإن اختلفت عناوينها وتعابيرها، كنت أميل إلى استخدام العناوين المختصرة واللافتة والجميلة، بحسب رؤيتي، وقد لمست هذا الميل متجسداً في بعض مقالات هذا الكتاب، ووددت الإشارة إليها هنا للقارئ الكريم وهي: السبيل: علامة فارقة، للدكتور عبدالمحسن القحطاني، السبيل: القوس وباريها، للمياء باعشن، السبيل: أدى الأمانة ونصح الأدباء! للساخر أحمد العرفج، السبيل والسبيل: لمحمد المصبح، السبيل: مرحلة ومراحل، لعبدالعزيز العسكر، الدكتور السبيل والرحيل المر! لكاتب هذه القراءة. وإذا ما عرفنا أن الأمة لا تجتمع على ضلالة، فأعتقد أن الدكتور السبيل كسب الرهان بكسب القلوب مجتمعة، وهذه علامة قبول له عند ربه بإذنه، والسؤال الذي يطرح نفسه ويتطارح مع غيره! هل يكون هذا الفارس مثالاً يحتذى في خطوته الجريئة؟! أم يبقى حب «الأنا» سيد الموقف عند عبدة الكراسي! ويظل الدكتور السبيل حال نادرة غير مسبوقة ولا متبوعة، أملي ألا تكون الأخيرة. وعلى هامش هذه القراءة، لفت نظري ذلك الكم من إصدارات نادي جدة الأدبي، ما يعطي انطباعاً إيجابياً عن جهود رئيسه وزملائه، فشكراً للجميع، غير أن ثمة ملاحظات، كان بودي الأخذ بها في هذا الكتاب، أرجو أن يتقبلها إخواني في نادي جدة الأدبي؛ تتمثل في خلو الكتاب من منهجية البحث العلمي الصحيح، وذلك بإهماله الترتيب الزمني لكتابة المقالات، وعدم الإشارة لصحيفة النشر، وإهمال الهامش لغرض بعض التعليقات الخفيفة، كما كان بودي أن يشتمل الكتاب على تقديم لوزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، وليس مجرد مقالة. [email protected]