طهران، فيينا، واشنطن - «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب - تدخل مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني أمس، في عمل إدارة الرئيس محمود أحمدي نجاد، مبادراً الى عزل وزير النقل حميد بهبهاني المُتهَم بسوء الإدارة والفشل في ضمان سلامة النقل الجوي والبري. وعكس عزل بهبهاني إصرار البرلمان الذي يهيمن عليه المحافظون ويرأسه علي لاريجاني على ممارسة دور رقابي على حكومة نجاد التي اتهمها نواب بسوء ادارة الاقتصاد. وقد يصعّد هؤلاء هجماتهم على نجاد، قبل الانتخابات الاشتراعية العام المقبل، والتي ستشكّل أول اختبار أساسي لمناهضي الرئيس الإيراني، منذ الاضطرابات التي أعقبت انتخابات الرئاسة العام 2009. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وقّع عشرات النواب الإيرانيين عريضة لجعل نجاد أول رئيس يخضع لمساءلة في البرلمان، منذ الثورة العام 1979. لكنهم تخلوا عن مساعيهم، لتجنّب إثارة أزمة سياسية في البلاد، مع بدء الحكومة تطبيق خطة رفع الدعم عن سلع أساسية. وأعلن لاريجاني أن النواب عزلوا بهبهاني بغالبية «147 صوتاً من إجمالي 234 نائباً حضروا الجلسة»، فيما صوّت 78 لمصلحة الوزير، وامتنع 9 عن التصويت. وورد في نص مذكرة حجب الثقة ان بهبهاني عُزل بسبب «تكرار الحوادث الجوية وتعليقاته غير الموفقة التي قال فيها ان حوادث تحطم الطائرات طبيعية، والاستخدام غير المبرر لأسطول جوي قديم لا يوحي بالثقة». كما اتهمه النواب بال «التقاعس عن بذل الجهود الكافية لتحسين الطرق، ما جعل من ايران البلد الذي تُسجّل فيه أعلى نسبة وفيات على الطرق»، اضافة الى سوء الإدارة وإساءة استغلال موارد مالية. وبين آذار (مارس) 2009 وآذار 2010، سُجّلت في إيران 26 ألف وفاة في حوادث سير. كما شهدت البلاد 15 كارثة جوية في السنوات العشر الماضية، ما أسفر عن أكثر من 900 قتيل. ويعزى تكرار الكوارث الجوية الى رداءة الأسطول المدني والعسكري المؤلف من طائرات قديمة سيئة الصيانة. ووقع آخر تلك الكوارث في التاسع من كانون الثاني (يناير) الماضي حين قُتل 77 شخصاً بتحطم طائرة «بوينغ 727» تابعة لشركة الخطوط الجوية الإيرانية، خلال هبوط اضطراري شمال غربي البلاد. وبهبهاني حليف لنجاد وأستاذ سابق له، وامتنعا عن حضور جلسة البرلمان. وانتقد لاريجاني ذلك، قائلاً: «ليس من حق الحكومة تجاهل جلسة المساءلة. وانتهكت القانون بذلك». أما النائب المحافظ البارز أحمد توكلي فاعتبر ان «أمر الرئيس وزيره بعدم حضور جلسة البرلمان، يشكّل المؤشر الأكثر قبحاً لازدراء المجلس. احترام البرلمان وإحباط الدكتاتورية، يتطلبان منا التصويت لمصلحة عزل» الوزير. واذ وصفت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) الموالية لنجاد، بهبهاني بأنه «أب الطرقات الإيرانية»، اعتبر النائب عزيز أكبريان أن من الأفضل للإيرانيين ركوب بغال، لتجنب حوادث السير. تزامن عزل بهبهاني مع بدء احتفالات «عشرة الفجر» أمس، إحياءً للذكرى ال32 للثورة في إيران. وفي ذكرى عودة الإمام الخميني الى طهران في 1 شباط (فبراير) بعد سقوط نظام الشاه، من منفاه في فرنسا حيث أمضى 14 سنة. وزار مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي ضريح الخميني. وسيؤم خامنئي صلاة الجمعة في طهران هذا الأسبوع. واعتبر نجاد ان «الثورة هي الأعظم في التاريخ بعد بعثة الأنبياء، وأصبحت إيران الآن مركزاً لانبعاث الأهداف الثورية في العالم»، مضيفاً ان «تحوّل ايران الى دولة نووية، هو أحد ثمار الثورة». على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أنها أدرجت على لائحة العقوبات 6 أفراد و5 شركات في إيران وتركيا، اتهمتهم بتقديم سلع ومساندة جهود طهران لتطوير صواريخ باليستية. وأضافت الوزارة ان العقوبات تستهدف شبكة مشتريات سهّلت صفقات بأكثر من سبعة ملايين دولار لمؤسسة صناعات الطيران التي تشرف على كل صناعات الصواريخ الإيرانية، والمُدرجة على اللائحة السوداء عام 2005. وحظرت الوزارة أيضاً التعاملات مع مواطنيْن تركيين وثلاث شركات تتخذ إسطنبول مقراً لها، أعلنت أنهم يوردون سلعاً وخدمات لمؤسسة صناعات الطيران.