تلعب الصقور دوراً مهماً في تاريخ الشعوب العربية وحضارتها الأصيلة وموروثها العريق، وبخاصة في دول الخليج العربي، فهي رمز للقوة والرفعة والشجاعة، حتى أن الخليجيين من شدة إعجابهم بهذا الطائر سموا أبناءهم تيمناً بها، كما أصبح غالي الثمن، ولاقى اقتناءه إقبالاً منقطع النظير، وأصبح شعاراً للكثير من الدول العربية. وتضمنت الأوامر الملكية التي صدرت أول من أمس (الخميس) إنشاء نادٍ باسم «نادي الصقور»، يعين مشرفه العام ورئيس وأعضاء مجلس إدارته بأمر من رئيس مجلس الوزراء، وتمثل الجهات ذات العلاقة في المجلس، وأن يكون ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع مشرفاً عاماً عليه، وتشكيل مجلس إدارته برئاسة الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، وعضوية كل من: بدر بن محمد العساكر، ونايف بن مرزوق الفهادي، وبدر بن علي كحيل، ومشعل بن عبدالرحمن الغنيم، وناصر بن راشد الناصر، وسعد بن عبدالمحسن الفضلي، وحامد بن محمد فايز، وممثلين من وزارتي (الداخلية، والبيئة والمياه والزراعة)، والهيئة العامة للرياضة. وجاء القرار لتعزيز الارتباط التاريخي للصقر بالتراث والثقافة المحلية ولإيجاد رابطة تجمع المهتمين برعاية الصقور، وهي الهواية التي تجد اهتماماً كبيراً لدى السعوديين، ومن هواة الصيد بالصقور الملوك والأمراء والحكام في دول الخليج العربي ومواطنيه، لارتباط هذه الهواية بالتراث والأصالة وتاريخ وجغرافية المنطقة، إذ إن منطقة الخليج يتكاثر فيها طائر الحبارى بعد أن يستقر فيه المقام، وأينما تجد الحبارى تجد الصقور، والعربي مولع بالصيد والشعر والأدب. اكتسبت الصقور مكانة اجتماعية راقية أسهمت بشكل كبير في صياغة الأدب الشعبي، بل صارت ملهمة للعديد من الشعراء الذين أبدعوا في وصفها وحبها وتقدير مكانتها، بل وأحبها العرب واهتموا بأنواعها التي تتفاوت فيها وحجمه وذكائه وسرعته وقوته حتى أضحت ركناً أصيلاً في تاريخ الحياة الاجتماعية. يعتبر العرب استعمال الصقور في عمليات الصيد خلال الألفي سنة الماضية تقليداً مازال يتمتّع به البدو، نشأت من ضرورة إكمال غذاء الصحراء الضئيل كالتمر والحليب والخبز، والإعجاب بولاء وجمال الصقور وإجادتهم للصيد جعلتها منذ فترة طويلة جزءاً لا يتجزأ من التراث العربي كرمز للشجاعة، فالصقر حقاً ملك الطيور. وتتراوح أحجام الصقور ما بين 15 إلى 19 بوصة، والصقور الجيدة التربية تستطيع العيش 15 سنة أو أكثر، ويعتمد سعر الصقر على قوّته، وعمره، ووضوح النظر لديه، وسرعة الحركة. إلى ذلك، أكد أحد ملاك الصقور الكبار عبدالرحمن بن حجيل العازمي في حديث ل«الحياة» أن هناك أكثر من 100 ألف صقار على مستوى المملكة، يمارسون هواية الصيد بالصقور منذ سنوات عدة، وقال: «إن فكرة إنشاء نادي الصقور موفقه ومميزة، إذ إنها ستدرج الصقّارين تحت مظلة واحدة ونادٍ واحد»، مشيراً إلى أنه سيكون هناك مراكز تدريب لتعليم الصيد بالصقور وتدريب الصقور كذلك على صيد الطيور. وأشار ابن حجيل إلى أن بعض الصقارين من ذوي الخبرة يتوجه إليهم الهواة لتدريب صقورهم عندهم، متوقعاً أن «نادي الصقور» سيشارك في المسابقات والمهرجانات التي ستقام في المملكة، مؤكداً أن حضورهم المباشر لها لاستعراض الصقور في تلك المناسبات، مشيراً إلى أن دول الخليج وبخاصة الإمارات أنشأت مراكز لاستعراض الصقور فيها أمام الجميع.