انعكس تقرير عن توقعات معروض منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) يرصد اتجاهاً لارتفاع إنتاجها، على حركة أسواق النفط أمس، إذ انخفضت العقود الآجلة لخام «برنت القياسي 36 سنتاً إلى 48.94 دولار للبرميل، وعقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 40 سنتاً إلى 46.52 دولار للبرميل. وأفادت شركة «بترو- لوجيستكس» التي أعدّت التقرير، بأن الكميات المتوقع ازديادها تصل إلى 145 ألف برميل يومياً هذا الشهر، ما يشير إلى تراجع التزام اتفاق خفض الإنتاج بنحو 1.2 مليون برميل يومياً حتى آذار (مارس) 2018 ، لتقليص المخزون ودعم الأسعار. وزاد إنتاج «أوبك» في الأسابيع الأخيرة، على رغم أن التزام الاتفاق كبير حتى الآن، لأسباب منها نمو الإمدادات من ليبيا ونيجيريا المستثنيتيْن من الاتفاق بسبب الصراعات التي أضرت بإنتاجهما. وتوقع الرئيس التنفيذي ل «بترو- لوجيستكس» دانييل غربر في رسالة عبر البريد الإلكتروني، أن «يتجاوز معروض أعضاء «أوبك» 33 مليون برميل يومياً هذا الشهر، أي بزيادة 145 ألف برميل يومياً عن حزيران (يونيو) الماضي، بفعل زيادة المعروض من السعودية والإماراتونيجيريا». وأشار إلى أن «أحجام هذا الشهر تزيد أكثر من 600 ألف برميل يومياً فوق متوسط النصف الأول من هذه السنة». وأظهرت أرقام من مصادر ثانوية تستخدمها «أوبك» لمراقبة المعروض، ازدياد إنتاج المنظمة 393 ألف برميل يومياً الشهر الماضي، مقدار32.611 مليون برميل يومياً. وكانت تلك الزيادة بقيادة نيجيريا وليبيا، إلى جانب معروض إضافي أيضاً من السعودية والعراق. وقبل صدور تقرير التوقعات، سجلت أسعار النفط زيادة عشية اجتماع «مهم» للدول الرئيسة المنتجة للنفط الأسبوع المقبل. لكن «برنت» ظل دون مستوى 50 دولاراً للبرميل، الذي اخترقه لفترة وجيزة للمرة الأولى في ستة أسابيع خلال الجلسة السابقة. وزادت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت مرتفعة عشرة سنتات بما يعادل 0.2 في المئة عند 49.40 دولار للبرميل، وعقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط سبعة سنتات أو 0.2 في المئة إلى 46.99 دولار للبرميل. وفي المواقف، أمل وزير الطاقة الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي، «ببدء تقلص المعروض في أسواق النفط العالمية في النصف الثاني من هذه السنة مع تسارع الطلب». ولفت في تصريح إلى الصحافيين، إلى تسجيل «طلب قوي واستقرار عدد الحفارات في الولاياتالمتحدة». وقال «يتسارع الطلب في بداية الربع الثالث، وآمل بأن يكون للاتفاق أثر كبير في الربعين الثالث والرابع.» وأكد أن الإمارات «ملتزمة الخفوضات»، ملاحظاً «بعض الزيادة في إنتاج بعض الدول غير المشاركة في الاتفاق بسبب أوضاعها الخاصة». وأعلن وزير النفط الكويتي عصام المرزوق أمس، أن «الدول الرئيسة المنتجة للخام، ستناقش اتفاق خفض الإمدادات العالمي وتُراجع أوضاع السوق، وتدرس أي اقتراحات تتعلق بالاتفاق خلال اجتماع يُعقد الأسبوع المقبل (الاثنين)»، ويحضره وزراء من منظمة البلدان المصدرة للبترول ومنتجون في مدينة سان بطرسبرغ الروسية. وترأس الكويت اللجنة الوزراية المشتركة ل «أوبك» والدول غير الأعضاء التي تراقب مستوى التزام اتفاق خفض الإنتاج، وتضم إلى جانب الكويت، فنزويلا والجزائر والسعودية وروسيا وسلطنة عُمان. وأوضح المرزوق في تصريح إلى وكالة الأنباء الكويتية، أن الاجتماع سيناقش «الخطوات المستقبلية للاستمرار في تنفيذ الاتفاق، ويبحث في أي اقتراحات من الدول الأعضاء». وستحيل اللجنة أي توصيات توافق عليها على الدول الأعضاء، ويمكن أن تقدم توصيات ل «أوبك» ومنتجي النفط الآخرين لتعديل الاتفاق إذا اقتضت الضرورة. ويتطلع تجار النفط إلى هذا الاجتماع، لمعرفة ما إذا كان سيعالج مسألة زيادة إنتاج نيجيريا وليبيا المَعفيتيْن من الخفوضات. وتواجه خفوضات إنتاج «أوبك عاملاً معاكساً آخر، يتمثل بازدياد الإنتاج الأميركي بنسبة 12 في المئة منذ منتصف 2016 إلى 9.4 مليون برميل يومياً. ويزيد عدد منصات الحفر الأميركية المستخدمة لزيادة الإمدادات منذ العام الماضي، لكن الوتيرة تباطأت في الأسابيع الأخيرة. إلى ذلك، أكد مصدر في قطاع النفط لوكالة «رويترز» أن حقل منيفة التابع لشركة «أرامكو السعودية»، وأحد أكبر حقول الشركة يواصل إنتاجه ولم يتأثر بأي مشاكل فنية. وشدد على «الاستمرار في الإنتاج وضخ المياه». وأشار مصدر آخر إلى أن صادرات الخام العربي الثقيل ثابتة تقريباً منذ أيار (مايو) الماضي، عند 700 ألف و800 ألف برميل يومياً. وتصل الطاقة الإنتاجية للحقل الذي بدأ العمل على مرحلتين، إلى 900 ألف برميل يومياً من الخام العربي الثقيل. وأشار مسؤول في «أرامكو» الى إن «منيفة»، هو خامس أكبر حقل نفطي في العالم وإنه واحد من بين حقول الشركة السعودية التي تشكل أكبر تحد في التطوير حيث نصبت منصات على جزر اصطناعية مربوطة بمررات وجسور بطول 41 كيلومتراً فوق الخليج. وفي آب، من المتوقع أن تتلقى شركات الخدمات وثائق للتقدم بعروض لتنفيذ الأعمال الخاصة بمد خط أنابيب جديد يحل محل الخط المتضرر والذي ما زال يعمل وفق ما أفاد مصدر آخر في القطاع.