باريس، لندن - رويترز - حامت أسعار النفط فوق 100 دولار أمس حيث تقوّم الأسواق خطر امتداد الاضطرابات الاجتماعية في مصر إلى الدول المجاورة الاعضاء في «أوبك»، بينما رأت الوكالة الدولية للطاقة أن السوق لا تواجه أي طوارئ، لكنها دعت «أوبك» إلى «التحلي بالمرونة في حالة انتشار الاضطرابات وبدء ظهور نقص في الاسواق». واتفق محللون ومتعاملون على أن من المستبعد ان تعطل الانتفاضة الشعبية ضد النظام المصري حركة الناقلات وتدفقات النفط عبر قناة السويس وخط أنابيب سوميد، لكنهم قالوا إن الاضطرابات في المنطقة ستدعم الأسعار. وقالت «جاي بي سي انرجي» في مذكرة بحثية: «حتى إن تحقق أسوأ سيناريو بتوقف كامل لحركة الشحن عبر هذه القناة الحيوية، فان الفائض العالمي في طاقة الشحن سيسمح بالتحول لرحلة أطول حول الجنوب الأفريقي من دون أزمة كبيرة». وأضافت: «لكن يبدو أن ثمة احتمالاً ملموساً لامتداد الأحداث لدول أخرى في المنطقة». وانخفض سعر عقود مزيج برنت خام القياس الأوروبي تسليم آذار (مارس) 48 سنتاً إلى 100.54 دولار للبرميل، بعدما تخطى حاجز المئة دولار للمرة الاولى منذ تشرين الاول (أكتوبر) 2008 أول من أمس الإثنين عندما لامس 101.73 دولار. وتراجع الخام الأميركي 10 سنتات إلى 92.09 دولار للبرميل. وفي المواقف، قال رئيس وكالة الطاقة الدولية نوبو تاناكا لوكالة «رويترز»، إن «سوق النفط لا تواجه أي طوارئ». وأضاف مشيراً إلى وكالته وأوبك: «إذا تعطلت الإمدادات فينبغي لنا التحرك». وقالت أوبك إن لديها نحو ستة ملايين برميل يومياً من الطاقة الإنتاجية الفائضة - أي ما يعادل 7 في المئة من الطلب العالمي- تستطيع استغلالها لسد أي نقص، وغالبية هذه الطاقة تملكه السعودية. وقال تاناكا: «ما نطلبه من أوبك هو أن تكون مرنة». وتابع: «اجتماع أوبك المقبل في حزيران. السعوديون ينتجون أكثر مما يقولون قطعاً. سمعت أنهم سيجتمعون في الرياض. لكن لا يمكنني الحكم مسبقاً على أي شيء الآن». وقال البدري: «من المستبعد أن يتخذ اجتماع المنتجين والمستهلكين المزمع في الرياض في 22 شباط (فبراير) قراراً في شأن حصص الإنتاج لأنه ليس اجتماعاً طارئاً لأوبك». وقال تاناكا: «قناة السويس وخط أنابيب سوميد يعملان بصورة طبيعية». وأضاف: «حتى إذا جرى اغلاق قناة السويس بسبب الاضطرابات في مصر، فإن ذلك لن يخلق نقصاً في الإمدادات ولكن سيرفع فقط كلفة الشحن البحري بسبب اضطرار ناقلات النفط لأخذ مسارات أطول».