أظهرت دراسة حول مؤشر فرص العمل أجراها موقع «بيت كوم» Bayt.com، بالتعاون مع اختصاصيي الأبحاث YouGov Siraj، أن أكثر من نصف الشركات السعودية تنوي التوظيف في الأشهر القليلة المقبلة، وقال 36 في المئة من الذين استطلعت آراؤهم في المملكة إن مؤسساتهم ستجري حتماً عمليات توظيف في الربع الثاني من العام الحالي، فيما رجح 25 في المئة قيامهم بذلك، الأمر الذي يعني وصول نسبة الشركات الراغبة في التوظيف إلى 61 في المئة». وقالت الدراسة إنه على النقيض من ذلك، قال 4 في المئة فقط ممن شملتهم الدراسة أنهم لن يقوموا أبداً بعمليات توظيف في الربع المقبل من العام الحالي، مشيرة إلى أنه عندما طلب من المشاركين تقويم بلد الإقامة الحالي من ناحية سوق العمل مقارنة ببقية الأسواق في بقية أنحاء المنطقة، كانت الإجابات من قطر والإمارات هي الأكثر إيجابية، إذ قال 47 في المئة و44 في المئة على التوالي ان بلادهم أكثر جاذبية من البلدان الأخرى، وفي السعودية قال 38 في المئة إن بلادهم أكثر جاذبية. وتباينت نتائج البلدان التي شملتها دراسة مؤشر فرص العمل في منطقة الشرق الأوسط وافريقيا الشمالية في ما يتعلق بميولهم لإجراء المزيد من عمليات التوظيف، وسجلت كل من سورية وعُمان أدنى نسبة لإجراء عمليات توظيف، إذ قال 23 في المئة فقط من المشاركين إنهم سيقومون بذلك «حتماً» في الأشهر الثلاثة المقبلة. وقال نائب رئيس المبيعات في «بيت كوم» عامر زريقات: «يبدو انه وبسبب الركود العالمي لا تزال الشركات الاقليمية تحافظ على مناخ من الوعي من حيث الكلفة والتركيز على زيادة العوائد على الاستثمار وبخاصة على صعيد الموارد البشرية، ويصب ذلك في مصلحة مواقع التوظيف على الانترنت، إذ يعلم أصحاب العمل انه بامكانهم ايجاد أصحاب أفضل الكفاءات في المنطقة لشغل مناصب رئيسية في أسرع وأسهل طريقة وأكثرها فعالية خاصة من حيث الكلفة. وعندما سئل المشاركون عن عدد الوظائف التي ستكون متوفرة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، قالت الغالبية ان شركاتهم تتطلع الى توظيف أشخاص لأقل من خمسة مناصب، إذ قال 46 في المئة ممن استطلعت آراؤهم إنه سيكون هناك أقل من خمس فرص عمل جاهزة للعرض، فيما صرح 23 في المئة أن مؤسساتهم ستوفر ما بين ست وعشر فرص عمل. ومن بين أولئك الذين سيتم توظيفهم على الأرجح، فإن الأوفر حظاً هم الخريجون وأصحاب الدراسات العليا في إدارة الأعمال. وبحسب الدراسة نفسها، فإن 25 في المئة من المؤسسات في منطقة الشرق الأوسط تفضل توظيف أصحاب المؤهلات ضمن هذا الحقل، وعلاوة على ذلك، ستبحث المؤسسات في المنطقة بطريقة مماثلة تقريباً عن الخريجين وأصحاب الدراسات العليا في حقلي الكومبيوتر والهندسة بنسبة 23 في المئة و22 في المئة من المشاركين على التوالي. من جهته، قال رئيس قسم العمليات في شركة YouGov Siraj سنديب شاهال: «لا تزال الحقول التقليدية في الأعمال والكومبيوتر والهندسة هي الأكثر طلباً على مستوى العالم وفي الشرق الأوسط، وبناء على ذلك، فإن الخريجين في تلك الحقول يجدون أنه من السهل عليهم الحصول على عمل». وكانت مهارات التواصل باللغتين العربية والإنكليزية ميزة مطلوبة بالنسبة للمؤسسات في المنطقة عند قيامها باختيار موظفين جدد، إذ اتفق 53 في المئة بأن هذه المهارات هي ما تبحث عنه عند اختيار المرشحين للوظائف، كما أن التعاون والمرونة وروح المساعدة ضمن الفريق هي مهارات ذات أولوية واضحة بالنسبة للمؤسسات في المنطقة، وأكد 42 في المئة من المشاركين أن التمتع بالنزاهة وان يكون الشخص جديراً بالثقة من الصفات المرغوبة بشدة. وتابع سنديب: «تشير هذه النسب إلى أن أصحاب العمل لن يقوموا باختيار المرشح الذي يمتلك الخبرة المناسبة عند القيام بعملية التوظيف، بل إنهم سيركزون الى حد كبير على مهارات أساسية مثل التواصل والعمل ضمن فريق، إلى جانب الصفات الشخصية التي يتحلى بها مثل التمتع بالنزاهة والثقة». وأبدى المشاركون في قطر ثقة عالية بأن مؤسساتهم ستقوم بعمليات توظيف في المستقبل، إذ قال 34 في المئة منهم إنهم سيقومون بعمليات توظيف في غضون عام، ويناقض ذلك ما جاء على لسان 23 في المئة و25 في المئة ممن استطلعت آراؤهم في كل من تونس والمغرب، وهما صاحبتا أدنى نسب مسجلة بين جميع الدول التي شملتها الدراسة.