عبَّر أهالي مخطط أم الخير عن حال البؤس التي واجهوها عقب إلحاق «سيول الأربعاء 2» أضراراً بالغة بمساكنهم بتدوين «عبارات صارخة» على جدران منازلهم الصامدة في وجه المطر، تنوعت بين «المطالبة بمحاسبة المقصرين»، و»رفض أن يكونوا ضحايا»، وصولاً إلى «رفض إزالة المخطط إلا بتعويض للوحدة السكنية الواحدة بما لا يقل عن خمسة ملايين ريال». وأكد المتحدث باسم أهالي المخطط محمد العايد ل«الحياة» أن قضيتهم لا تزال مرفوعة للجهات العليا للنظر فيها, كاشفاً توجههم إلى رفع دعوى ضد المسؤولين والمطالبة بمحاسبة المتلاعبين في قضية مخطط أم الخير. وأبان أن المياه أغرقت منازلهم ثلاث مرات وأن السد لم يجد نفعاً بل زاد الطين بِلَّة، ويرى أن هذا السد كان ضد حمايتهم في منازلهم وأن أي سد موجود داخل الأحياء هو كارثة لتلك المناطق. وطالب العايد (المفوض من قبل 52 شخصاً من سكان المخطط) بأن يتم اعتماد المخطط على أساس أنه منطقة معرضة للسيول والأمطار وأنه بحاجة لقنوات تصريف عاجلة لمياه السيول والأمطار، وإنشاء قناة صندوقية وهدم السد الواقع غرب المخطط واستبداله بآخر شرق الحي، كما طالب بتعويض عن الأضرار المادية والنفسية التي لحقت بالسكان جراء تلك السيول، مبيناً أن الحد الأدنى لتعويضات الفلل لا يقل عن الخمسة ملايين ريال كون الواحدة كلفت المبلغ فضلاً عن الآثار النفسية التي لحقت بأصحابها. وحول زيارات أمين جدة الدكتور هاني أبو راس للمخطط، أبدى العايد يأسه منها، معللاً ذلك بإجابات الأمين عن سؤال الأهالي له غير مرة عن واقع ومستقبل مخططهم بعبارات «لا أعرف» و«والله خير»، محملاً الأمانة والمالك والمطور مسؤولية ما جرى، وقال: «إن نكبة جدة حدثت هذه المرة بإصرار ومباركة وتعمد الأمين ومسؤولي الأمانة»، مشيراً إلى أن الأهالي توقعوا منذ فترة انهيار السد. وعرج على أطفاله الذين لزموا أسطح المنازل عند هطول الأمطار مؤكداً أن حال من الهلع والخوف باتت ملازمة لهم. ورفض العايد بشدة الأحاديث المتداولة عن مخطط أم الخير عن كونه عشوائياً أم لا؟، ملمحاً إلى أنه مخطط نشأ بصكوك شرعية وأن من دشنه كحي نموذجي هو أمير منطقة مكةالمكرمة السابق الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز -رحمه الله-، لافتاً إلى أنه في حال أكدت الدراسات ضرورة إزالة المخطط فإن جدة كلها بحاجة إلى إزالة، مبرهناً على أن الحي نموذجي حتى في أساساته الإنشائية، وزاد: «المشاهد للمخططات الأخرى المجاورة لأم الخير يرى أنها سقطت من أول سيل ولم تستطع المقاومة، في حين أن منازلنا ما زالت صامدة للمرة الثالثة في وجه الأمطار». وتساءل عن لجان تقصي الحقائق وعن ما قامت به من أجل المخطط وحماية أهله: «إنهم لم يعودوا يعلمون، هل يواجهون أضرار السيول ويحاولون إعادة ما أتلفته؟ أم مشغولون بنظافة منازلهم مثلنا؟». في غضون ذلك، قال أحد سكان مخطط أم الخير زايد حامد الغامدي الذي كتب على جدران منزله «حاسبوا المقصرين.. حاسبوا زهير فايز..فزعتك ياخادم الحرمين» إن خسائره من الأثاث فقط وتغييره خلال مرات غمر المطر لمنزله فاقت ال 200 ألف ريال، مؤكداً أن منسوب المياه يزداد في كل مرة ما يبرهن على أنه ليس هناك من حلول جدية تم اتخاذها.