قال مسؤولان أميركيان إن إدارة الرئيس دونالد ترامب قررت وقف برنامج سري لوكالة الاستخبارات المركزية لتسليح وتدريب جماعات معارضة معينة تقاتل حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، في خطوة كانت تطالب بها روسيا المتهمة بالتواطؤ مع حملة ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية. وأوضح أحد المسؤولين إن «القرار جزء من مساعي الإدارة لتحسين العلاقات مع موسكو التي نجحت إلى حد بعيد مع جماعات تدعمها إيران في الحيلولة دون سقوط حكومة الأسد في الحرب الأهلية المستمرة منذ ست سنوات». وكانت صحيفة «واشنطن بوست» أول من أذاع نبأ تعليق البرنامج أمس (الأربعاء). ورفضت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرزا التعليق على الموضوع في إفادة للصحافيين. وقال المسؤولان إن «برنامجاً عسكرياً أميركياً منفصلاً لتدريب وتسليح ودعم جماعات معارضة سورية بضربات جوية وعمليات أخرى سيستمر». واتخذ القرار بمشاركة مستشار الأمن القومي اتش ار مكماستر ومدير وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو بعد تشاورهما مع مسؤولين آخرين، وقبل اجتماع ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة «مجموعة العشرين» في ألمانيا. وكان برنامج الاستخبارات المركزية الأميركية لتسليح المعارضة بدأ في العام 2013 في إطار جهود إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في ذلك الحين، للإطاحة بالأسد لكن المسؤولين اللذين طلبا عدم الكشف عن اسميهما، قالا إنه «لم يحقق نجاحاً يذكر». وقال أحد المسؤولين إن «الولاياتالمتحدة لا تقدم تنازلاً كبيراً في ضوء قبضة الأسد على السلطة على رغم أن هذا ليس في جميع أنحاء سورية، لكن هذه إشارة إلى بوتين على أن الإدارة ترغب في تحسين العلاقات مع موسكو». ومن جهة ثانية، يخضع ترامب لتدقيق شديد من جانب الكونغرس ومحقق خاص وسط تحقيقات في مزاعم بتدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية في العام 2016، وفي احتمال حدوث تواطؤ بين حملة ترامب وروسيا. ونفى ترامب أي تواطؤ، فيما نفت روسيا مزاعم أجهزة الاستخبارات الأميركية بتدخل موسكو في الانتخابات، وكرر ترامب اليوم مزاعمه التي لا يوجد ما يثبتها في شأن تزوير أصوات ناخبين في أول اجتماع للجنة التي شكلها لبحث القضية، ولمح إلى أن الولايات التي رفضت الإفصاح عن بيانات الناخبين للجنة لابد أن يكون لديها ما تخفيه. وواجهت اللجنة انتقادات شديدة من الديموقراطيين وجماعات حقوق التصويت الذين قالوا إنها «يمكن أن تكون أداة لتغيرات تجعل من الصعب على الناخبين القانونيين الإدلاء بأصواتهم». وعلى رغم تقديم مسؤولين بالولايات من الحزبين «الجمهوري» و«الديموقراطي» أدلة على أن التزوير نادر في الانتخابات الأميركية، فإن ترامب قال إن «ملايين المهاجرين غير الشرعيين أدلوا بأصواتهم في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) 2016». وقال للجنة أنه «في كل مرة يحدث فيها تزوير لصوت ناخب يحذف فيها صوت مواطن صالح.. يجب وقف أي شكل من أشكال التصويت غير القانوني أو الذي ينطوي على تزوير سواء باستخدام غير المواطنين أو الموتى ووقف أي شكل من أشكال قمع الناخبين أو ترويعهم». وفاز ترامب بأصوات المجمع الانتخابي الذي يحسم السباق الرئاسي، لكنه خسر التصويت الجماهيري بفارق نحو ثلاثة ملايين صوت عن منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون. وشكل ترامب اللجنة الاستشارية في شأن نزاهة الانتخابات في أيار (مايو) الماضي، وكلف نائب الرئيس مايك بنس برئاستها. وتعقد اللجنة اجتماعها القادم في أيلول (سبتمبر) المقبل وتتبعها أربعة اجتماعات أخرى على مدى أربعة شهور.