يقود رئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشيل بلاتيني، حملة شرسة لتغيير روزنامة كرة القدم وتوحيدها حول العالم، على أن يكون الموسم الكروي ثلاثة فصول عدا فصل الشتاء، وتحديداً من آذار (مارس) حتى تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام. ويقوم الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بدرس المشروع بجدية، على أن يبدأ تطبيقه في عام 2015 في حال نال الموافقة، إذ ستقام كل البطولات المحلية في هذه الشهور، على أن تقام البطولات القارية والدولية، مثل كأس العالم وكأس الأمم الأفريقية والآسيوية والأوروبية في شهري شباط (فبراير) ومارس. وسيجبر كل اتحاد وطني على إتمام موسمه الكروي الذي يشمل كل مسابقاته المحلية في 7 أشهر ونصف شهر، ما يترك 6 أسابيع شهر كانون الثاني (نوفمبر) ونصف كانون الأول (ديسمبر) لإقامة التصفيات الدولية، تتبعها أربعة أسابيع من الراحة لكل لاعب حتى منتصف كانون الثاني (يناير). وهذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها بلاتيني إدخال تغييرات جذرية في اللعبة، إذ جاءت محاولته الأولى في 1998 قبل أن يرفضها الاتحادان الإسباني والإيطالي بسبب الحرارة العالية في بلديهما خلال شهور الصيف. لكن الأمر اختلف الآن، إذ يعتقد بلاتيني أن لديه من الثقة ما يكفي ليحظى بموافقة غالبية أعضاء اللجنة التنفيذية في الفيفا، واستغل الأسطورة الفرنسي فرصة فوز قطر باستضافة مونديال 2022، وطرح فكرة إقامة المونديال خلال فصل الشتاء بسبب الحرارة الكبيرة في الخليج في فصل الصيف، خصوصاً بعد اعتراف رئيس الفيفا جوزيف بلاتر بأن إقامة المونديال في الموعد المعهود في الصيف ستكون شبه مستحيلة، ما يعني أن مخطط بلاتيني لتوحيد الروزنامة الدولية بات مقبولاً، وسيحل معضلة استضافة قطر للمونديال. في المقابل، من المؤكد أن تحظى الفكرة بمعارضة شديدة من الاندية الكبيرة في البطولات الاوروبية الخمسة الكبرى، اذ اكد ناطق باسم الدوري الانكليزي الممتاز بقوله: «من المستحيل ان نقبل بمثل هذه الفكرة، لان كرة القدم تعد لعبة شتوية في انكلترا طوال السنوات ال140 الماضية، ومن المستحيل ان نغيّر هذه العادة فجأة من دون اي اسباب مقنعة»، وأضاف: «نحن نعاني كثيراً لانجاز الموسم في 36 اسبوعاً من الموسم، فكيف لنا ان ننجز ذلك في 32 اسبوعاً بحسب مخطط الفيفا واليويفا». وقال رئيس اتحاد الدوري الالماني (البوندسليغا) رينهارد راوبال: «من المستحيل ان يحدث اي تغيير جذري في اللعبة من دون موافقة البطولات والاتحادات الاوروبية الخمسة الكبرى، نحن ضد هذه الفكرة، ولا اعتقد ان يوافق عليها نظراؤنا في انكلترا او اسبانيا او ايطاليا او فرنسا». وفي حال الموافقة على الفكرة واجبارها على العالم، خصوصاً البطولات الاوروبية الكبرى، فإن احياء فكرة مجموعة «جي 14» قد تطفو الى السطح مجدداً، وهي مجموعة تحوي اكثر من 24 نادياً الاكبر في القارة الاوروبية، وهددت في السابق بالانسلاخ من الاتحاد الأوروبي، وإنشاء دوري خاص بها، ما أردع اليويفا الذي تراجع عن بعض قراراته وساير مطالب هذه الأندية.