القاهرة، سيدني - رويترز - قد تزيد مصر وهي أكبر مستورد للقمح في العالم، مشترياتها منه من كبار الموردين مثل الولاياتالمتحدة وأستراليا للحد من تضخم أسعار الغذاء، وفق ما أفادت مصادر تجارية ومحللين في سيدني أمس. ويواصل المحتجون المصريون اعتصامهم في وسط القاهرة، متعهدين البقاء حتى الإطاحة بالرئيس حسني مبارك. وشدّد نائب رئيس هيئة السلع التموينية المصرية نعماني نعماني على أن مشتريات مصر من القمح تتم وفق الإجراءات المعتادة وأن البلاد لديها مخزونات تكفي ستة أشهر وربما لمدة أطول إذا أخذ المحصول المحلي في الاعتبار. وقال ل «رويترز» إن وضع مصر آمن فيما يتعلق بالسلع الضرورية. وأضاف أن مصر لا تواجه مشاكل على الإطلاق في شراء القمح. وأضاف نعماني أن حصاد المحصول المحلي سيبدأ في الفترة من نيسان (ابريل) إلى حزيران (يونيو) مشيراً إلى أن المخزونات الإجمالية تكفي لمدة عشرة أشهر. وأوضح أن شحنات الحبوب تصل إلى الموانئ التي سيتم تفريغها بها وفق المواعيد المقررة وأن قدرات التخزين يمكنها استيعابها. وتابع أن مصر تعمل على ضمان وصول القمح لمنافذ البيع للمواطنين. وقال محلل السلع الزراعية في «كومنولث بنك الأسترالي» لوك ماثيوس: «السلطات المصرية قد تستجيب لمخاوف من ارتفاع أسعار الغذاء بزيادة مشترياتها من بقية العالم لتعزيز مخزوناتها المحلية». وارتفعت أسعار القمح في عقود القمح الآجلة بنحو واحد في المئة في التعاملات الآسيوية أمس، بعدما انخفضت بأكثر من اثنين في المئة الجمعة الماضي، إذ أثارت الاضطرابات في مصر مخاوف في شأن شحنات القمح للبلاد. وقال بريت كوبر من اف.سي.ستون استراليا: «التأثير الفوري في الأجل القصير سيكون على التدفقات التجارية وارتفاع تكلفة التأمين على الشحنات إلى هذا الجزء من العالم». وأضاف: «على المدى الطويل عندما تتعرض الحكومات لضغوط في الأسواق الناشئة تحاول تأمين ملء بطون شعوبها». وأكد مصدر حكومي جزائري لوكالة «رويترز» الأسبوع الماضي أن «الجزائر طلبت فعلاً التعجيل باستيراد الحبوب لدرء احتمالات اندلاع اضطرابات اجتماعية بسبب أسعار الغذاء». واشترت مصر 540500 طن من القمح الأسترالي من السوق خلال عام حتى أيلول (سبتمبر) من العام الماضي، أي ما يعادل 4 في المئة من إجمالي صادرات استراليا البالغ 14.68 مليون طن. وقال تاجر حبوب في ملبورن: «القمح الأسترالي منافس للغاية... (في مصر) وأتوقع مزيداً من الصفقات على مدى الأشهر الستة المقبلة». وتستورد مصر نحو 40 في المئة من حاجاتها من القمح لإنتاج الخبز المدعوم للفقراء وتنفق نحو ثلث أموال الدعم على الخبز.