لندن، جنيف - رويترز، ا ف ب - طمأنت «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) أمس إلى عدم وجود نقص في إمدادات النفط، مؤكدة استعدادها لزيادة انتاجها إذا ما حصل «شح» بسبب الاضطرابات التي تشهدها مصر، وبخاصة أن نحو مليون برميل نفط تمر عبر قناة السويس يومياً. وتسبب تلك الاضطرابات بارتفاع أسعار النفط، اذ لامس سعر مزيج «برنت» مستوى 100 دولار للبرميل، ما دعا «أوبك» إلى المطالبة ب «وضع قواعد استرشادية معتدلة لكبح جماح المضاربة في سوق النفط». وقال الأمين العام ل «أوبك» عبد الله البدري ل «خدمة تلفزيون رويترز انسايدر» على هامش مؤتمر في لندن، إنه لا يرى «أي نقص في إمدادات النفط»، عازياً ارتفاع الأسعار إلى «المضاربة». ولم يخض في تفاصيل بشأن الخطوط الاسترشادية التي يتطلع إليها، لكنه قال إن «اوبك ستتحرك لزيادة انتاج النفط إذا انخفضت المخزونات في الدول الصناعية إلى ما يوازي حاجات 53 يوماً». وفي تصريحات أدلى بها البدري إلى وكالة «داو جونز»، أعلن أن «تفاقم الوضع في مصر قد يؤثر في قطع الطرق النفطية الاستراتيجية ويؤدي الى شح في النفط الخام، لكن أوبك ستكون مستعدة عندئذ لزيادة انتاجها». واعتبر أن «هناك خطراً لحصول شح حقيقي في السوق العالمية اذا ما أدت الأزمة المصرية إلى قطع المعابر مثل قناة السويس». وأضاف: «إذا ما شهدنا شحاً حقيقياً، فسينبغي أن نتحرك» لمعالجة الأمر. وأكد أن «المنظمة تراقب الوضع في مصر لكنها لن تزيد المعروض في سوق النفط إلا إذا حدث نقص حقيقي». لكنه قال إنه لا يتوقع أن تؤثر الاضطرابات الراهنة في مصر على تدفقات النفط عبر قناة السويس أو خط الأنابيب سوميد. وقال: «أعتقد أن التدفقات ستستمر». وتابع: «نراقب الوضع لأن هناك إمدادات كبيرة (على المحك) وإذا حدثت مشكلة هناك فينبغي أن نفعل شيئاً». وأكد أن «المخزونات عالية جداً، كما أن طاقتنا الإنتاجية الفائضة ستة ملايين برميل. لا أعرف لماذا السعر مرتفع على هذا النحو»، مشدداً على أن «السوق تتلقى إمدادات جيدة، لكن إذا رأينا نقصاً حقيقياً فسنتدخل». وفي جنيف، رأى نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني، أن «لا حاجة لأن تضخ أوبك مزيداً من النفط، لأن المخزونات العالمية كافية». وقال للصحافيين: «لا حاجة في الوقت الراهن الى أن تنتج أوبك المزيد. المخزونات لا تزال مرتفعة». وعن الاضطرابات في مصر، قال الشهرستاني: «نحن قلقون في شأن تقلب الأسعار، لكن قناة السويس ما زالت تعمل بشكل طبيعي».