بالفعل، كان نهائياً مثالياً الذي جرى بين اليابان وأستراليا أول من أمس على قمة التاج الآسيوي لكرة القدم، وقد أثبت المنتخبان أنهما من النخبة وسيستمران على ذلك فترة طويلة، فهناك فارق كبير بين عدد من المنتخبات الآسيوية والبقية، فالقمة الآسيوية تتربع عليها الآن ثلاثة منتخبات بإضافة المنتخب الكوري الجنوبي مع الياباني والأسترالي، هذه حقائق لا تحتاج الى تأكيد أو تحليل، فهي واضحة لأقل المتابعين، وهو ما يجب وضعه في الحسبان، وهذه الأمور لا تخضع لنتيجة مباراة ما أو بطولة بعينها، فلو أعيدت مباريات نهائيات آسيا لفاز بها منتخب اليابان صاحب الفروق الفنية العالية. فقد فاز الياباني كيسوكي هوندا بجائزة أفضل لاعب في كأس آسيا 2011 بعدما قاد منتخب بلاده إلى اللقب للمرة الرابعة في تاريخه بتغلبه على نظيره الأسترالي بهدف من دون مقابل في المباراة النهائية، ولم تخرج الجوائز عن اللاعبين من منتخبات النخبة، إذ حصل هوندا على الجائزة وسط منافسة الحارس الأسترالي مارك شفارتزر والأوزبكي سيرفر دجيباروف وقائد المنتخب الكوري الجنوبي بارك جي سونغ «لاعب مانشستر يونايتد الإنكليزي»، كما أن جائزة اللعب النظيف ذهبت إلى منتخب كوريا الجنوبية، كما ذهبت جائزة الهداف إلى الكوري الجنوبي كوو جاتشيول بتسجيله خمسة أهداف، كما أن دولة قطر تقدمت كثيراً في مجالات رياضية عدة، وجاءت استضافتها لنهائيات أمم آسيا لتبرهن على هذا الأمر، فقد حضر المباراة ألوف عدة من الجماهير بعدما وصلت خبرة القطريين مداها، ما يبشّر باستضافة مناسبات رياضية عدة ذات الشأن العالمي، وما فوز قطر بالنهائيات العالمية 2022 إلا خطوة لتطوّر الرياضة في هذا البلد، كما أن التاريخ الآسيوي انتقل من المنتخب السعودي إلى الياباني، فقد توّجت بطلة لآسيا أعوام 1992 و2000 و2004، فانفردت بالرقم القياسي بعد أن كانت تتساوى مع السعودية وإيران بثلاثة ألقاب لكل منها، وهذا مؤشر إلى أن هذا المنتخب الحديث العهد بالمنافسات الكروية يشق طريقه نحو توسيع الفارق، ما سيجعله من المنتخبات العالمية، خصوصاً أن خطط الاتحاد الياباني للتطوير معلنة وواضحة، فالتخطيط الياباني الآن منصّب للفوز بكأس العالم وهذا سيتحقق لهم ذات يوم. كما أن المنتخب الأسترالي الذي يشارك في البطولة للمرة الثانية منذ انضمامها إلى كنف الاتحاد الآسيوي عام 2005، كان خرج من الدور ربع النهائي قبل أربع سنوات وأمام اليابان بالذات في ربع النهائي بركلات الترجيح، فتطوّر هذه المنتخبات وبهذه السرعة سيصعب من مهام بقية المنتخبات من حيث الكثير من مقومات التطوير وستفقد هذه المنتخبات فرص تأهلها للنهائيات العالمية، فلربما تكون هذه المواقع محجوزة من الآن لمنتخبات اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية، على أن تتنافس بقية المنتخبات على البطاقة الأخيرة، وهذا هو الواقع الذي يجب التسليم به ما لم يحدث تغيير كما حدث لهذه المنتخبات من خلال إصلاح الكثير من الأخطاء التي برزت للقاصي والداني، خصوصاً في دول الخليج، ونستشف من هذا أن القطريين يمضون بهدوء من خلال برامجهم التطويرية، وسنجدهم قريباً وأقرب مما نتصور زعماء في الخليج، ثم سينتقلون لمنافسة منتخبات النخبة في آسيا. من لديهم أجنداتهم للمستقبل الرياضي واضحون وتحت الأضواء ويتطوّرون عياناً بياناً، أما غيرهم فهم لديهم أجنداتهم لكنها مع الأسف أجندات مليئة بالتناقض أولاً ولا يبرز فيها غير الوعود. [email protected]