جدة غرقت. ومصر تحترق، ولبنان تعيش حالاً من التوتر، فيما استسلمت أوروبا لزمهرير حاد وطويل، في الوقت نفسه يبدو الذهاب إلى شرق آسيا مرهقاً في ظل قصر إجازة الربيع. إجازة الربيع هذه المرة مختلفة، فكثير من الأماكن التي كانت تحتضن السياح السعوديين كبيروت وجبلها، والقاهرة وشرم الشيخ، لم تعد أماكن مطمئنة أو مؤهلة لقضاء إجازة للاستمتاع والاسترخاء. جدة أيضاً التي كانت دائماً ملجأ السعوديين الأول في الإجازات القصيرة غرقت في الماء، وتحوّل كثير من أحيائها خراباً. عروس البحر الأحمر خلعت فستان العروس وارتدت بزة غوص، ولم تعد تستطيع فتح أبوابها أمام عشاقها. في الوقت ذاته، يؤكد خبراء ومختصون في مجال السياحة والسفر أن السعوديين عزفوا عن وجهات طالما اعتادوا على السفر إليها، كمصر ولبنان، وأكدوا أن حركة جماعية لإلغاء الحجوزات على مصر حدثت أخيراً، مشيرين إلى شح أيضاً في الإقبال على بيروت. وكما يقول المثل «مصائب قوم عند قوم فوائد»، ففي الوقت الذي تأثرت فيه السياحة في كل من القاهرةوبيروت، برزت دبي من جديد، كخيار شبه وحيد، خصوصاً في ظل اعتدال طقسها، وجاء الخيار الثاني بالمكوث. وفيما أعلنت هيئة السياحة والآثار السعودية عن قيام 32 مهرجاناً في فترة الإجازة القصيرة في مختلف مناطق المملكة، يبدو مؤشر السياحة الداخلية باللون الأخضر، في ظل انحسار الخيارات.