استعاد المهاجم البرازيلي ألكسندر باتو بعضاً من سحره في إشراف المدافع الدولي الإيطالي السابق فابيو كانافارو، وذلك من خلال الأهداف التي سجلها حتى الآن في الدوري الصيني لكرة القدم. ويبدو أن المهاجم البالغ من العمر 27 عاماً أقدم على رهان رابح عندما قرر ترك الدوري الإسباني ونادي فياريال في أوائل السنة الحالية، للالتحاق بتيانجين كوانجيان الصيني، الذي ضم في الفترة ذاتها لاعب الوسط البلجيكي أكسل فيتسل من زينيت سان بطرسبورغ الروسي. وقاد باتو فريقه الى الفوز على شنغهاي شينهوا (3-صفر) في عطلة نهاية الأسبوع، مسجلاً هدفاً رائعاً من تسديدة قوية، رافعاً رصيده إلى 9 أهداف في 16 مباراة خاضها في دوري السوبر الصيني حتى الآن، بينها ثمانية في آخر تسع مباريات، خلافاً لزميله في الفريق نفسه الأرجنتيني كارلوس تيفيز الذي سجل هدفين فقط حتى الآن. وغرد لاعب ميلان الإيطالي السابق بعد الفوز التاسع لفريقه في 17 مباراة، قائلاً: «يجب أن تؤمن بنفسك». وعلى رغم أن الدوري الصيني لا يقارن ببطولات ايطاليا أو إنكلترا أو إسبانيا، إلا أنه منح باتو فرصة استعادة حسه التهديفي. ولم يكتف اللاعب بتسجيل الأهداف، بل يساعد زملاءه في بلوغ الشباك. وحظي باتو بإشادة من كانافارو الذي قال: «لست متفاجئاً بالأداء الذي يقدمه باتو - كنا على دراية بقدراته قبل ضمه»، في مقابل 18 مليون يورو. وأضاف الإيطالي الذي أحرز مع بلاده لقب كأس العالم 2006 في ألمانيا، أن باتو «اندمج سريعاً في المجتمع الصيني». وعلى رغم تسجيله 63 هدفاً في 150 مباراة مع ميلان الإيطالي الذي دافع عن ألوانه بين العامين 2007 و2012، عكرت الإصابات مسيرة باتو الأولى في أوروبا، قبل انتقاله إلى كورنثيانز البرازيلي في 2013. وأعير اللاعب الذي لفت الأنظار عندما قاد وهو في ال17 من عمره فريقه الأول إنترناسيونال للفوز على برشلونة الإسباني في كأس العالم للأندية عام 2006، إلى ساو باولو (2014-2015) وتشلسي الإنكليزي (2016) قبل انتقاله إلى فياريال الصيف الماضي. ومن المؤكد أن المستوى الذي يقدمه باتو في الصين سيعوض عليه الأوقات الصعبة التي اختبرها بعد تخلي ميلان عن خدماته، لاسيما مع كورنثيانز الذي نقل عن رئيسه روبرتو دي اندراندي قوله في تلك الفترة: «نحن نصلي نهارا وليلا، آملين في ان نتمكن من بيع باتو». ولم يكن باتو المستفيد الوحيد من انتقاله إلى الدوري الصيني، بل أفاد فياريال من ذلك لأنه اشترى اللاعب البرازيلي الصيف الماضي مقابل ثلاثة ملايين يورو فقط، وباعه في كانون الثاني (يناير) ب18 مليوناً. ويأمل باتو في مواصلة عروضه الجيدة ما قد يفته له باب العودة الى المنتخب البرازيلي الذي دافع عن ألوانه للمرة الأخيرة عام 2013، وهو سيحظى بمساندة هجومية من الفرنسي انطوني موديست الذي انضم أخيراً الى تيانجين من كولن الألماني، معاراً لمدة سنتين. الأكيد أن باتو استعاد ابتسامته، وبدا ذلك جلياً في احتفاله الصاخب بعد هدفه في مباراة الأحد ضد شنغهاي شينهوا. وكانت سعادة كانافارو موازية لسعادة باتو، واستند قلب دفاع يوفنتوس وريال مدريد الإسباني السابق إلى خبرته في الملاعب للقول: «ليس ثمة لاعب معصوم عن الأخطاء، وهو (باتو) ليس استثناء لكنه نجح في خلق الكثير من الفرص وضحى بنفسه من أجل النادي». وختم: «أنا لست سعيداً وحسب، بل أنا فخور جداً به أيضاً».