أعادت الهبوط الحاد في أسعار الأسهم السعودية أمس ذكرى انهيار الأسعار نهاية شباط (فبراير) 2006 إلى أذهان المتعاملين عندما اقترب المؤشر من مستوى 21 ألف نقطة، بعد رحلة صعود بدأت من مطلع 2003 من مستوى 2500 نقطة بتأثير المضاربات، جاءت تعاملات أمس لتعيد المؤشر إلى مستواه قبل شهرين، بعد أن هبط إلى 6267.22 نقطة، في مقابل 6657.72 نقطة ليوم الأربعاء الماضي، بخسارة قدرها 430.58 نقطة، نسبتها 6.43 في المئة، وتعد النسبة الأكبر لخسارة المؤشر في أخر 8 أشهر منذ نهاية تعاملات 25 أيار (مايو) الماضي، عندما فقد المؤشر 6.75 في المئة من قيمته، وبالخسارة الأخيرة تحولت مكاسب المؤشر في 2011 إلى خسارة نسبتها 5.34 في المئة. وأسهم تدافع المتعاملين إلى البيع في زيادة الهبوط الذي أعاده محللون إلى ضغوط «نفسية» بعد تظاهرات «مصر» والهبوط الحاد في مؤشرات البورصة المصرية في آخر جلستين ما أثر في توجهات المتداولين الذين أقلقهم استمرار تراجع الأسعار، بقيادة سهم «سابك» الذي جذب أسهم السوق إلى «المنطقة السالبة». وتخطت السيولة المتداولة أمس نتيجة عمليات البيع 6 بلايين ريال، وهي المرة الأولى من منتصف نيسان (أبريل) الماضي، في مقابل 2.84 بليون ريال، بزيادة نسبتها 122 في المئة، فيما ارتفعت الكمية المتداولة 115 في المئة، إلى 265 مليون سهم، وصعد عدد الصفقات المنفذة إلى 121.5 ألف صفقة، بنسبة صعود 96 في المئة. وطاول الهبوط كل أسهم الشركات المتداولة أمس البالغة 145 شركة، منها 73 شركة فقدت أكثر من 9 في المئة، لتخسر الأسهم السعودية نهاية التعاملات 88 بليون ريال من قيمتها، نسبتها 6.56 في المئة، بعد تراجع القيمة السوقية إلى 1.256 تريليون ريال. وطاول الهبوط مؤشرات كل قطاعات السوق، وإن تباينت نسب الهبوط لكل قطاع، وتنوعت خيارات المتعاملين في شراء تلك الأسهم إن كانت استثمارية أو مضاربية، وسجل مؤشر «التأمين» أكبر خسارة بلغت نسبتها 9.12 في المئة، تلاه مؤشر «الاستثمار الصناعي» الهابط بنسبة 8.91 في المئة، لتتحول مكاسبه منذ مطلع السنة إلى خسارة نسبتها 1.32 في المئة، وتراجع مؤشر «البتروكيماويات» بنسبة 8.4 في المئة، فيما كانت أقل خسارة من نصيب مؤشر «المصارف» الذي فقد 4 في المئة من قيمته، تبعه مؤشر «الاسمنت» بخسارة نسبتها 4.78 في المئة. أما أبرز الأسهم في تعاملات أمس فكان سهم «سابك» الذي تصدر الأسهم لجهة القيمة المتداولة التي بلغت 1.02 بليون ريال، نسبتها 16.3 في المئة، تراجع سعره خلالها إلى 98.25 ريال، بنسبة تراجع 8 في المئة، وحقق سهم «الإنماء» أكبر كمية متداولة بلغت 34 مليون سهم، نسبتها 13 في المئة، هبوطاً إلى 10.15 ريال، بنسبة هبوط 0.50 في المئة. وفقد سهم «الراجحي» 2.14 في المئة من قيمته، إلى 80 ريالاً، فيما حقق سهم «مجموعة صافولا» أكبر خسارة نسبتها 10 في المئة، إلى 27 ريالاً.