حقق عزف الموسيقار السعودي مدني عبادي على شاشة العربية، ضمن استضافته في نشرة الرابعة، نسبة مشاهدة عالية، وتناقل الناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي أجزاء من حواره التلفزيوني وهو يعزف على آلة القانون، التي يبرع فيها عبادي منذ عقود. أبومازن عازف آلة القانون وابن مكةالمكرمة الفنان مدني عبادي، قضى مسيرة حافلة من الحضور والتألق تتجاوز الثلاثين عاماً في خدمة التراث الحجازي بمقاماته المختلفة، إذ يبرع الملحن والموسيقي السعودي في إتقان المقامات والدانات المختلفة، مثل مقام البنجكة ومقام الحجاز ومقام السيت ومقام الحراب ومقام الدوكة ومقام الحسيني ومقام الجهاكاة، ويتقن العزف المصاحب لتراث المجرور المعروف بمدينة الطائف المجاورة لمكةالمكرمة. بدأ ظهوره مطلع الثمانينات في عدد من البرامج التلفزيونية، وكثيراً ما كان يحثّ على حماية التراث الحجازي وصونه عبر تجديده والاهتمام بتقديمه للأجيال الراهنة، وترجم ذلك برفقة الإعلامي جميل محمود المعروف بحبه للتراث الشعبي في برنامجه العريق «وتر وسمر». ودأب على المشاركة في مناسبات مختلفة مقتنياً آلة القانون وعازفاً لها ومشنفاً أسماع من يقدّر الحس الحجازي، وعند سماعك عزفه المطرب، فإنك تعود أعواماً وأعواماً، وترجع بك الذاكرة إلى حنين الماضي وأصالة الأجداد، وتفخر بوجود أمثاله القلائل ممن قضى زمنه خدمة للتراث، والتزم بصونه. عبادي لازم غالبية الفنانين المعروفين بتقديم الموروث التراثي من أمثال محمد عبده، وتكرر حضورهما من خلال حفلة افتتاح سوق عكاظ أخيراً، ما عدّ إنصافاً وتقديراً لدوره وتأثيره في تشكيل وصون الأغنية السعودية المتفردة. نشرة الرابعة، التي تهتم بالمحتوى الخليجي والسعودي، ويقدمها خلال أيام الأسبوع المذيع خالد مدخلي، أصبحت وجبة مفضلة لدى عموم المشاهدين الخليجيين، إذ يجدون فيها ما يرضي اهتماماتهم ورغباتهم المختلفة، ولاسيما تلك الموسيقية والفنية التي بقيت مغيبة فترات طويلة عن المشهد العام.