أحرزت البلجيكية كيم كلايسترز المصنفة ثالثة لقب بطولة أستراليا المفتوحة للتنس المقامة على ملاعب مدينة ملبورن والبالغة قيمة جوائزها 24.2 مليون دولار، للمرة الأولى في مسيرتها إثر فوزها على الصينية لي نا التاسعة 3-6 و6-3 و6-3 في المباراة النهائية السبت. وهذا اللقب الكبير الرابع لكلايسترز (27 سنة) الفائزة بثلاثة ألقاب في فلاشينغ ميدوز في الولاياتالمتحدة (2005 و2009 و2010)، علماً أنها واجهت خروجاً قاسياً من الدور الثالث العام الماضي في ملبورن أمام الروسية ناديا بتروفا 6-صفر و6-1. وثأرت كلايسترز لخسارتها أمام نا في دورة سيدني الأخيرة منتضف الشهر الحالي، وتقدمت عليها 5-2 في المواجهات المباشرة. وضمنت صعودها إلى المركز الثاني في ترتيب اللاعبات المحترفات المقبل. وهي نالت جائزة مالية مقدارها 2.2 مليون دولار، بعد أن خلفت الاميركية سيرينا وليامس حاملة اللقب والغائبة عن الدورة الحالية بداعي الإصابة. وكانت كلايسترز توقفت عن ممارسة اللعبة بين عامي 2007 و2009، قبل أن تعود بقوة إلى الملاعب وتتألق في العام الماضي. وهذه المرة الأولى التي تنجح فيها بالتفوق على ملاعب ملبورن بعد خسارتها نهائي 2004، وبلوغها الدور نصف النهائي 4 مرات. من جهتها، عجزت لي نا أن تصبح أول لاعبة آسيوية تحرز لقب دورة كبرى، علماً أنها كانت أول لاعبة آسيوية تبلغ نهائي إحدى الدورات الكبرى بتغلبها على الدنماركية كارولين فوزنياكي المصنفة أولى عالمياً في الدور نصف النهائي. واستخدمت لي المميزة بطبعها المرح وبوشم وردة زهرية اللون في أعلى صدرها، ضرباتها القوية في المجموعة الأولى حيث كانت النتيجة متكافئة إلى أن كسرت إرسال كلايسترز مرتين في نهايتها وأحرزتها 6-3. وتمكنت الصينية من كسر إرسال خصمتها 3 مرات من أصل 4 محاولات في المجموعة الأولى، في مقابل مرة واحدة فقط لكلايسترز في 4 محاولات. وفي المجموعة الثانية، كسرت كلايسترز إرسال نا لتتقدم 2-1، لكن الأخيرة قاومت بشدة وردّت التحية معادلة 2-2 ثم تقدمت 3-2، قبل أن تحافظ كلايسترز على إرسالها (3-3). واستجمعت كلايسترز قواها وعادت إلى الواجهة من خلال كسر إرسال نا مجدداً بضربة خلفية في أقصى زاوية الملعب (4-3)، ثم فازت في إرسالها لتفتح أمامها باب الفوز في المجموعة الثانية. واستمر التنافس على أشده بين اللاعبتين في الشوط التالي الذي حسمته كلايسترز وأعادت المباراة إلى نقطة الصفر بإحرازها المجموعة الثانية 6-3. وفي المجموعة الحاسمة، تقدمت كلايسترز على إرسالها 1-صفر، وصعقت خصمتها فتقدمت 40- صفر ثم كسرت إرسال نا متقدمة 2-صفر. لكن اللاعبة الصينية لم تستسلم، وأعادت الأمور سريعاً إلى نصابها بكسرها إرسال كلايسترز فقلصت الفارق إلى 1-2، الا أن البلجيكية بدت مصممة على الفوز أكثر من أي وقت مضى، فكسرت إرسال الصينية للمرة الثانية على التوالي وتقدمت 3-1. وشقت كلايسترز طريقها نحو اللقب عندما تقدمت بسهولة على إرسالها 4-1 وبدا أن المباراة تميل لمصلحتها. وقلصت نا النتيجة إلى 2-4 قبل أن ترد كلايسترز 5-2 ثم فازت الصينية في إرسالها 5-3، لكن كلايسترز ضربت إرسالها الأخير بحزم وانتزعت الفوز في المجموعة 6-3 لتحرز اللقب بعد مباراة استمرت ساعتين و5 دقائق. وكانت لي (28 سنة) المصنفة 11 عالمياً، قد تحولت من رياضة البادمنتون إلى التنس بعمر التاسعة، لكنها توقفت عن مزاولتها لمدة سنتين في مطلع العشرينات من عمرها عندما قررت دراسة الصحافة في جامعة مدينتها ووهان، وهي تعتبر أن هذا التوقف ساعدها في انطلاقتها الثانية. وارتفعت نجومية لي في الصين، الدولة الأكثر سكاناً في العالم، ليصبح اسمها على كل شفة ولسان على غرار لاعب كرة السلة العملاق ياو مينغ المصاب حالياً وعداء سباق ال 110 أمتار حواجز ليو جيانغ. وضمنت لي، التي يدربها زوجها جيانغ شان، دخولها لائحة المصنفات العشر في العالم وهي اول صينية تحقق هذا الانجاز، كما أنها ستحتل المركز السابع في الترتيب المقبل. وتتميز لي بروحها المرحة، فلدى سؤالها عن سبب عودتها الشجاعة في مباراة فوزنياكي، أجابت اللاعبة المفضلة لدى الجماهير، وهي تبتسم: "الجائزة المالية" وأضافت مازحة ان زوجها ومدربها جيانغ شان أزعجها خلال نومها: "لم أنم جيدا الليلة الماضية. زوجي كان يشخر، وكنت أصحو كل ساعة".