انهيار مبان. احتجاز. غرق. وفاة. «مفقودون» أضحت تلك هي أبرز المفردات في الكابوس المرعب الذي يعيشه سكان جدة الذين لا يزالون يعانون من تبعات الفاجعة الثانية للأمطار والسيول التي ارتفع عدد ضحاياها أمس (الجمعة) إلى عشرة قتلى، فيما لا تزال سلطات الإنقاذ تبحث عن ثلاثة أشخاص يعدون في عداد المفقودين. في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم محمد بن سعد الدخيني، أنه بناء على توصيات مديري التربية والتعليم في محافظة جدة، ومقترحات مديري ومديرات المدارس وأولياء الأمور، ومراعاةً لأوضاع الطلاب والطالبات حيال استمرار الدراسة في الأسبوع المقبل، أصدر وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله، توجيهاً بتعليق الدراسة ابتداءً من اليوم (السبت) حتى الأربعاء الثاني من شباط (فبراير)، على أن تكون العودة للدراسة السبت 12 فبراير، وتستأنف الاختبارات الأحد 13 من الشهر الجاري، ويشمل التعليق جميع المدارس الحكومية والأهلية والمعلمين والمعلمات. وأعلن أمس انهيار مبنى في المدينة المفجوعة. وفيما يتلمس السكان سبل العودة إلى حياتهم الطبيعية، بعد تضرر مساكنهم وتدمير سياراتهم، بدأت الجهات المعنية يلقي كل منها اللوم على الآخر في عدم التحذير المبكر من أمطار «كارثية» يرجح أنها ستدفع بسيول عاتية وتحدث خراباً على نطاق واسع. وأعلن مدير الدفاع المدني الفريق سعد التويجري انه تم انقاذ 451 شخصاً عن طريق الفرق الارضية و498 شخصاً من طريق الفرق الجوية، وإيواء أكثر من 1500 أسرة. وذكر ان عمليات الإيواء مستمرة على مدار ساعات اليوم. وأضاف أنه تمت إعادة التيار الكهربائي إلى 78.6 ألف منزل من أصل 83 ألفاً انقطع عنها التيار الكهربائي. وكشف ان عدد الوفيات ارتفع إلى 10، فيما لا يزال هناك ثلاثة مفقودين. وقال مدير بلدية المنطقة التاريخية المهندس سامي نوار ل«الحياة» أمس إن جدة فقدت 15 مبنى تاريخياً وأثرياً، أحدها من المباني التاريخية من الدرجة الأولى، وثلاثة مبان مصنفة من الدرجتين الثانية والثالثة. وأبدى سكان مخطط «أم الخير» الذي يعتقد بأنه الأشد تضرراً من السيول والأمطار استياءهم ل«الحياة» من عدم وجود أي تحركات جادة لإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي حتى بعد مرور ثلاثة أيام على الفاجعة. وقللوا من شأن المساعدات التي قدمت إليهم. وتساءل أحدهم: هل من المنطقي ان يغرق حي حديث ثلاث مرات في شهر واحد؟ وقال عدد من الأهالي ل «الحياة» إنهم قرروا الهجرة من جدة نهائياً. وتحدث سكان عن انتشار الروائح الكريهة بسبب مستنقعات المياه الراكدة. وقال الفريق التويجري ل«الحياة» أمس ان ما حدث في جدة «غير عادي وأكبر مما يتصور بعضهم»، مشيراً إلى ان كمية الأمطار بلغت 111 ملم، في حين «أننا عرفنا في علم الأمطار ان 30 ملم هي أيضاً كمية مدمرة». وأكد ان هيئة الارصاد السعودية حذرت من الأمطار والسيول قبل 4 ساعات من حدوثها، وشمل التحذير اسم الأودية التي ستجري. وقال مدير التربية والتعليم في جدة عبدالله الثقفي ان التقارير التي تلقاها من محافظة جدة وإمارة منطقة مكةالمكرمة وهيئة الارصاد توقعت هطول أمطار غزيرة، لكنها لم تحذر من كارثة. بيد ان وكيل الرئاسة العامة للأرصاد السعودي الدكتور سعد المحلفي أبلغ «الحياة» بأن الهيئة أرسلت تحذيراتها للجهات المعنية منذ السبت الماضي، نافياً صحة ما يتردد عن أنها أرسلتها قبل أربع ساعات فقط. وأضاف: «إمارة المنطقة والداخلية أكدتا كلامنا ولدينا توثيق». وتساءل بوجه محررة «الحياة»: «مين اللي قال لك أربع ساعات». مشوار هزازي و«درزن طالبات» ...سلسلة معاناة وأحاديث رعب! توقيت التنبيه من كميات الأمطار يثير الجدل جدة ... جزيرة «معزولة»... مستشفياتها ملاجئ ل «المنكوبين» حصيلة الضحايا إلى 10 و3 مفقودين... والانهيارات والحوادث مستمرة في 23 حياً «سكان» يحولون منازلهم «ملاجئ» ... يستضيف ملاكها الهاربين من المطر