«الحياة»، رويترز - غادر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الدوحة أمس في اختتام جولته الخليجية التي زار خلالها السعودية والكويتوقطر، ولم يدلِ تيلرسون بتصريحات حول نتائج محاولته حل أزمة قطر، فيما لم يصدر بعد اجتماعاته في جدة أو في الدوحة أي بيان، كما لم يعقد أي من الوزراء مؤتمراً صحافياً لإيضاح ما تحقق من نتائج، غير أن وكالة الأنباء الكويتية ذكرت أن تيلرسون أكد بعد اجتماعه في الكويت أمس مع الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء بالنيابة ووزير الخارجية في قصر بيان، أهمية الوساطة التي تقوم بها الكويت ودعم الولاياتالمتحدة الكامل لجهود الأمير الشيخ صباح الأحمد لحل الأزمة. وكان تيلرسون رفض تلقي الأسئلة بعد اجتماعه أمس مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. فيما قال الشيخ محمد بن حمد آل ثاني شقيق أمير قطر لدى وداعه تيلرسون في مطار الدوحة، أنه يأمل برؤيته مرة أخرى «في ظروف أفضل». وردّ وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد على جولة تيلرسون، وقال خلال زيارة يقوم بها إلى العاصمة السلوفاكية براتيسلافا: «لا نعتقد أن محاولة تخفيف التوتر ستعالج الأمر، وإنما ستؤدي إلى تأجيل المشكلة، ما سيؤدي إلى مضاعفتها في المستقبل». وأضاف: «هناك مسلكان لمعالجة أي أمر، وهو محاولة تخفيف التوتر أو محاولة معالجة المشكلة... ونحن في المنطقة، قررنا عدم السماح بأي نوع من أنواع التسامح مع جماعات متطرفة، ومع جماعات إرهابية ومع جماعات تدعو إلى الكراهية». وأشار إلى أن «منطقتنا عانت بما يكفي، وعندما تقرر ذلك دول بحجم السعودية ومصر فنحن متفائلون، وإذا أرادت قطر أن تكون عضواً في هذا التحالف- أهلاً وسهلاً- أما إذا أرادت قطر أن تكون في الجانب الآخر فكما نقول بالعربية مع السلامة». وقال عبدالله بن زايد: «ندرك في الوقت ذاته أن هناك أخطاء حصلت في الماضي منا جميعاً- حتى الولاياتالمتحدة ارتكبت هذه الأخطاء- حتى أوروبا ارتكبت هذه الأخطاء- عندما قررنا في يوم من الأيام أن ندعم ما يسمى المجاهدين في أفغانستان، وبعد ذلك لم يتم حسم الأمر وتحولت أفغانستان إلى حرب أهلية». وتابع: «حدث الأمر ذاته في الصومال والعراق، واليوم نشاهده يحدث في سورية وليبيا، وأعتقد إذا بدأنا اللوم والعتب على قضايا معينة لن ننتهي، لكن الفرق بين دولنا وقطر هو الآتي: فدولنا تعمل بحرص واهتمام لمواجهة الإرهاب والتطرف وردعهما، فصحيح أن أنظمتنا ليست في أفضل حال ممكنة، ويمكن تطوير أنظمتنا وقوانينا وهياكلنا في شكل كبير، لكن دولة قطر هي التي تمول التطرف والإرهاب والكراهية، وهي التي توفر لهؤلاء الإرهابيين المأوى والمنصة». وقال: «ما نطلبه اليوم من قطر هو ما نطلبه من أنفسنا، ولن نطلب أن تقوم قطر بأي إجراء أو أي خطوات لا نطلب أو لا نريد أن نلتزم نحن كدول بها». من جهة أخرى، كشف الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد تفاصيل الموقف المصري الذي عرضه الوزير سامح شكري أثناء الاجتماع الوزاري مع تيلرسون في جدة. وأوضح أبو زيد أن الاجتماع تناول الأبعاد المختلفة للأزمة مع قطر، واستعرض كل التطورات الأخيرة الخاصة بها، وأعاد الوزير شكري طرح ما يشغل مصر حيال موقف قطر الداعم للإرهاب، وأكد تمسك القاهرة بالمطالب التي قدمتها الدول العربية الأربع لقطر. كما شدّد شكري على أن التوصل إلى تسوية لهذه الأزمة يظل رهناً بتفاعل قطر الإيجابي مع هذه المطالب وتوقفها عن دعم الإرهاب.