أسهمت برامج الهيئة السعودية للحياة الفطرية من أجل توطين الحيوانات المهدد بالانقراض، التي أطلقت في محمية محازة الصيد، في زيادة أعداد المها العربي خلال العشرين سنة الماضية من 17 رأساً إلى نحو 700 رأس، وطائر النعام إلى 400 طائر، بينما بلغ عدد طيور الحبارى حوالى 300 طائر، جميعها زودت بأجهزة متابعة. وتزخر المحمية الواقعة شمال شرقي محافظة الطائف (2244 كلم) التابعة إدارياً لمنطقة مكةالمكرمة، التي تعد ثاني أكبر محمية طبيعية مسيّجة في العالم، بنباتات وحشائش موسمية تتخللها مجموعات متفرقة من أشجار السمر والسرح وبعض النباتات الصحراوية مثل الرمث والعوسج والثمام، وتجذب المحمية الطيور المختلفة من النسور والعقبان والصقور والحدأة والرخمة المصرية، تزامناً مع ازدهار الغطاء النباتي في المحازة، بما يمثل أهمية بالغة لتوازن النظام البيئي، لأنها تتغذى على الحيوانات النافقة والقوارض الصغيرة والحشرات. كما سجلت أعشاش طائر «نسر الأذون» فوق أشجار السرح كأكبر مجموعة متكاثرة في شبه الجزيرة العربية، إذ يوجد في المحازة 37 عشاً تعتبر من المواقع ذات الأهمية العالمية في الحفاظ على هذا النوع من الطيور الجارحة، إلى جانب عودة ظهور الثعلب الأحمر والرملي والقط الرملي والبري، وأنواع عدة من القوارض والزواحف والسحالي والثعابين وأكثر من 500 نوع من الحشرات، فيما يجري تشغيل هذه المحمية بواسطة جهاز إداري وفني يقوم بمهمة المراقبة الأرضية لرصد الأحياء الفطرية في المحمية وحراستها على مدار الساعة ومنع المخالفات والتجاوزات، إضافة إلى برنامج المراقبة الجوية الذي تنفّذه إدارة المراقبة بالهيئة في المحميات، والقيام بالدراسات والمسوحات الحقلية والإسهام في برامج التوعية. يذكر أن محمية محازة الصيد واحدة من 16 منطقة محمية تمت إقامتها حتى الآن تمثل مختلف النظم البيئية الطبيعية في السعودية، إضافة إلى أربعة ملاذات لإعادة توطين الكائنات الفطرية.