عصفت احتجاجات الغضب الشعبي التي خرج فيها ألوف المصريين مطالبين بإنهاء حكم الرئيس حسني مبارك المستمر منذ 30 عاما بالبورصة المصرية وأفقدتها نحو 70 مليار جنيه (12 مليار دولار) في جلستين فقط. وهوى المؤشر الرئيسي .EGX30 للبورصة المصرية اليوم الخميس 10.5 بالمئة ليغلق على 5646 نقطة في ثاني أكبر انخفاض في تاريخه بعد أن هوي في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2008 نحو 16.5 بالمئة فيما فقد المؤشر الثانوي .EGX70 15.4 بالمئة إلى 537 نقطة اليوم. ولم يفلح تحرك البورصة لوقف التدول لمدة 45 دقيقة خلال اليوم في وقف الهبوط السريع لتصل خسائر المؤشر الرئيسي في جلستي أمس واليوم إلى اكثر من 16 بالمئة بينما تصل خسائر المؤشر الثانوي إلى اكثر من 25 بالمئة بعد تفجر احتجاجات المصريين على بقاء مبارك في الحكم. وبلغ صافي تعاملات الأجانب بالبورصة خلال اليومين العاصفين نحو 58 مليون جنيه مبيعات بينما بلغت أكثر من 300 مليون جنيه مبيعات من بداية عام 2011 وحتى نهاية جلسة اليوم. وقال محلل مالي طلب عدم نشر اسمه "يجب وقف التداول بالبورصة حتى إشعار آخر. ما نمر به منذ الأمس مخاطر سياسية منتظمة. المظاهرات الجارية لا تحدث كل يوم بهذه القوة. لا بد من الايقاف." واندلعت مظاهرات في عدة مدن مصرية منذ يوم الثلاثاء دارت خلالها اشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين سقط فيها أربعة قتلى ومئات المصابين في احتجاجات لم يسبق لها مثيل منذ تولى مبارك السلطة عام 1981 . وقالت مؤسسة فيتش للتصنيفات الائتمانية اليوم الخميس إن من السابق لأوانه تغيير توقعاتها الاقتصادية أو تصنيفها الائتماني لمصر في ضوء الاحتجاجات المطالبة بتنحي الرئيس. وقالت فيتش في مكالمة مع محللين عن منطقة شمال افريقيا إنها تراقب الأوضاع السياسية في مصر عن كثب بينما أظهرت بيانات لمؤسسة ماركت البريطانية أن مبادلات الالتزم مقابل ضمان لأجل خمس سنوات الخاصة بديون مصر قفزت 46 نقطة أساس اليوم الخميس إلى 405 نقاط أساس مع تصاعد الاضطرابات السياسية في البلاد. وقال محسن عادل العضو المنتدب لشركة بايونيرز لإدارة صناديق الاستثمار "لا أحد يعرف ماذا يحدث. الرؤية غير واضحة. الأفراد يتملكهم الهلع." وأضاف قائلا "الأمر يستلزم إجراءات استثنائية. لا أحد يمكنه توقع ماذا سيحدث في الاسبوع القادم." واكتوت الأسهم القيادية بنيران الخسائر فهبط سهم اوراسكوم تليكوم 9.6 بالمئة إلى 3.57 جنيه وفقد سهم البنك التجاري الدولي .CIBC 8.9 بالمئة إلى 36.47 جنيه فيما نزل سهم أوراسكوم للانشاء 15.03 بالمئة إلى 216.15 جنيه. وهوى سهم المجموعة المالية - هيرميس 16.4 بالمئة إلى 25 جنيها وسهم حديد عز 12.5 بالمئة إلى 16 جنيها وسهم طلعت مصطفى 13.01 بالمئة إلى 6.55 جنيه. وقال ولاء حازم نائب مدير إدارة الاصول بشركة اتش سي لتداول الاوراق المالية "الأسهم من الناحية المالية تعتبر رخيصة وهناك العديد من فرص الشراء المغرية. لكن الوضع السياسي غير المستقر يجعل العديد من المستثمرين يرغبون في البيع." وتابع قائلا "لا يوجد أحد يستطيع التوقع بدقة ماذا سيحدث في تعاملات الاسبوع القادم." من ناحية أخرى هبطت العملة المصرية اليوم الخميس إلى أدنى مستوى في ست سنوات لتصل إلى 5.85 جنيه مقابل الدولار. وقال إيهاب سعيد عضو مجلس إدارة شركة اصول للوساطة في الاوراق المالية "الخوف والهلع أصبحا فوق المنطقي. لو أن هناك حربا في مصر لن تهبط البورصة بهذا الشكل. الرؤية غير واضحة بالمرة. لا بد من خروج مسؤول يوضح ماذا يجري. ما المستقبل المتوقع الآن. لا أحد يعلم شيئا." (الدولار = 5.85 جنيه مصري) ___________ * إيهاب فاروق