وجه المستشار بالديوان الملكي السعودي المشرف العام على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية الوزير سعود القحطاني، أسئلة تتضمن الكثير من المعلومات يتم الكشف عنها للمرة الأولى، تتعلق باستقبال الدوحة لعدد من العسكريين البحرينيين بغرض قلب نظام الحكم في البحرين، وعناصر من جماعة الإخوان المسلمين في الإمارات واحتضانها ومنحها لهم الجنسية القطرية، إضافة إلى توفير الدعم المادي واللوجستي لتحركاتهم واتصالاتهم بخلايا وعناصر إرهابية في البحرينوالإمارات. ولم يكتف القحطاني بذلك، بل تساءل متعجباً عن محاولة قطر خداع القيادة في دول بحجم المملكة العربية السعودية ومصر، عبر دعمها ما وصفه ب«الربيع العربي في المملكة»، والجماعات الإرهابية التي تستهدف أمن مصر، مشدداً على أن المملكة «لن تسمح بتهديد الأمن القومي المصري». وقال في سؤال على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس: «هل تعتقد قطر أن دولة بحجم السعودية يخفاها تمويلهم للمنشقين وتمويلها الفاشل لخريف عربي يتوهمونه في المملكة»؟ ساخراً من محاولات الدوحة ممارسة ما أسماه ب«الاستذكاء السياسي» على جيرانها ودول المنطقة. وأضاف: «هل تظن السلطة القطرية أن دولة بحجم وتاريخ وتعداد مصر ستصبر وسنصبر معهم على تلاعبهم بأمنها القومي وسفك دماء أبنائها»؟ لافتاً إلى أن «السلطة القطرية ما زالت تمارس الاستذكاء السياسي في تمويلها للمنشقين في دول الخليج، والعمل على تقسيم الدول العربية». وفي اتهام واضح وصريح إلى قطر بدعمها وتمويلها لعناصر إرهابية في العوامية (شرق المملكة)، وبمحاولات «قلب نظام الحكم» في البحرين، قال القحطاني: «هل تظن السلطة القطرية حقاً أن تمويلهم لإرهاب العوامية وقلب نظام الحكم في البحرين سيمر من دون عقاب»؟ وأشار المستشار بالديوان الملكي السعودي إلى أن قطر تحتضن «خلايا عزمي» لضرب الأمن القومي السعودي والخليجي والعربي، في إشارة إلى عزمي بشارة والجماعات والتنظيمات الإعلامية التي يقودها، قائلاً: «هل تظن قطر أنها عن طريق إعلام الظل وخلايا عزمي ستتلاعب بأمننا الوطني ونكتفي بالتفرج، وتنتهي المسألة بحبة خشم»؟ وحول الخيانة القطرية في اليمن ونقل الدوحة إحداثيات لقوات التحالف العربي إلى الميليشيات الحوثية وجماعة المخلوع علي عبدالله صالح، قال القحطاني صراحة: «هل تظن سلطة قطر أن إعطاءها لإحداثية قوات التحالف باليمن وتآمرها مع الحوثيين ضد قواتنا سيمر مرور الكرام»؟ وألمح في سلسلة تساؤلاته إلى أن الأمن في المملكة العربية السعودية هو أمن وطني يضم وطنيين شرفاء «غير مرتزقة»، يعلمون بما يمتلكونه من أدوات وحس وطني شريف ما تقدمه الدوحة من دعم لمنشقين ومناهضين للمملكة العربية السعودية في العاصمة البريطانية لندن، قائلاً: «هل يخفى على السلطة القطرية أن الأمن السعودي يقوم عليه سعوديون ليسوا بالمجنسين، لا يخفاهم كل ريال قدم لمنشقي لندن». وبأسلوب مليء بالتعجب وجه المستشار بالديوان الملكي السعودي المشرف العام على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية سؤالاً إلى «تنظيم الحمدين» (حمد بن خليفة آل ثاني وحمد بن جاسم) في قطر، قائلاً: «هل يظن تنظيم الحمدين أنهم بالمال سيهدمون الأنظمة ويقسمون الدول، ليعوضوا عقدة نقص صغر مساحتهم وحجمهم وقدرهم»؟ وحذر القحطاني من أن «لحظة حساب» قطر قادمة، مشدداً على أن ما تواجهه قطر من قطيعة الآن من الدول الأربع المملكة العربية السعودية ومصر والإماراتوالبحرين ليست «نهاية المشوار». وقال: «هل تعتقد السلطة القطرية أنها ستوقع الالتزامات وتقدم التعهدات وتوقع الاتفاقات ثم تتهرب منها من دون عقاب ولا مساءلة»؟ وأضاف: «هل تعتقد سلطة قطر أنها ستعمل على انهيار الدول ونشر الفتن وإراقة الدماء وتمويل الإرهاب دون رد وعقاب»؟ مشدداً: «هل ظن تنظيم الحمدين أن لحظة كشف الحساب لن تأتي؟ وهل يظنون أن هذه هي نهاية المشوار»؟ ويؤكد «الكذب المستمر» ل«تنظيم الحمدين» عما تم الكشف عنه من وثائق في شبكة «سي إن إن» أول من أمس (الإثنين) بشأن اتفاق الرياض 2013 واتفاق الرياض التكميلي 2014، قال المستشار بالديوان الملكي السعودي المشرف العام على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية الوزير سعود القحطاني: «إن قراءة وثائق اتفاق الرياض والآلية والتكميلي تدل على انتهاكات قطر لاتفاق الرياض بشكل كامل، في دلالة مؤكدة على الكذب المستمر لتنظيم الحمدين». واستعان القحطاني بمقولة للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله، يقول فيها: «مهبول يا قايل قضت ** توّه عمّر دخانها». وفي إشارة إلى ارتباك إعلام الظل القطري، أعاد المستشار بالديوان الملكي السعودي تغريدة لرئيس تحرير صحيفة «عربي21» الإلكترونية في لندن فراس أبو هلال، يعترف فيها صراحة بتلقي دعم وتمويل من قطر، واضعاً الدوحة في أزمة جديدة بعدما نفت مراراً دعمها لأي مواقع أو صحف مناهضة لدول مجلس التعاون أو مؤيدة لتنظيم الإخوان المسلمين، ما يعد دليلاً موثوقاً عن ارتكاب الدوحة مخالفة صريحة لما تم الاتفاق عليه، ووقعه أميرها في اتفاق الرياض أو اتفاق الرياض التكميلي. وفي تغريدته التي أعادها القحطاني، يقول أبو هلال: «يعيبون على عربي21 أنه يقبل التبرعات من دولة قطر وهذا فخر لنا ولا ننكره، وسنكتب كل الحقائق التي تقض مضاجع دول الحصار». وشدد القحطاني على أن «وسائل الاعلام المشمولة في الاتفاق مملوكة للحكومة القطرية، وتدار ضمن نشاط سياسي موجه وليست مؤسسات إعلامية مستقلة»، وأضاف: «يصنفون الجزيرة أنها ذراعهم السياسي ويدرجونها ضمن الاتفاقات». وأورد المستشار بالديوان الملكي نقاطاً عدة عن مخالفة قطر لتعهداتها في اتفاقي الرياض 2013 والرياض التكميلي 2014، ومنها قوله: «حظر الاتفاق تجنيس مواطني الدول إلا بموافقة دولهم، ومع ذلك قطر قامت بتجنيس عسكريين بحرينيين لأهداف لا تخفى على كل لبيب»، وأضاف: «استضافت قطر إماراتيين من تنظيم الإخوان المسلمين واستخدمتهم للتحريض من خلال قناة الجزيرة وقناة الحوار، ومنهم: سعيد ناصر الطنيجي، وأحمد الشيبة، ومحمد صقر الزعابي، وحسن الدقي». وعن التناقض القطري وتضارب تصريحاتها ومواقفها خصوصاً في ما يتعلق بآلية التعاطي مع تنظيم الإخوان المسلمين، قال القحطاني: «لو كانت قطر لا تعترف بأن تنظيم الإخوان المسلمين هو تنظيم إرهابي فلماذا وقعت على اتفاق الرياض؟». مرفقاً بقوله صورة نص لأحد بنود اتفاق الرياض الموقع من أمير قطر تميم بن حمد، وفيه: «ينص الاتفاق الموقع من قطر على عدم دعم الإخوان المسلمين، أو أي من المنظمات أو التنظيمات أو الأفراد الذين يهددون أمن واستقرار دول المجلس عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي».