يلتئم في مقر الجامعة العربية اليوم (الأربعاء) اجتماع وزراء وكبار مسؤولي الإعلام العرب، فيما استبقت مصر الاجتماع بالدعوة إلى تجريم القنوات الداعمة للإرهاب، ما استجاب إليه المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب الذي عقد اجتماعه التحضيري أمس، إذ شكل فريقاً قانونياً للنظر في شكاوى الدول العربية ضد القنوات المسيئة. وأوضح مدير الأمانة الفنية للمجلس الوزاري المستشار فوزي الغويل، في تصريح صحافي بعد اجتماع المكتب التنفيذي للمجلس، أنه تم تشكيل الفريق من تسع دول، وتمت دعوة بعض الدول الأخرى لعضوية هذا الفريق القانوني والفني، مشيراً إلى أن الدول المعنية ستتقدم بطلبات للأمانة العامة في ما يتعلق بالقنوات التي تسيء للدول الأعضاء، وسيباشر هذا الفريق العمل في القريب العاجل في بعض الطلبات التي ستعرض عليه. وأضاف: «تمت الموافقة على تشكيل هذا الفريق من اللجنة الدائمة للإعلام العربي، ورفعت إلى المكتب التنفيذي لوزراء الإعلام العرب الذي وافق بدوره على القرار، ورفعه إلى الاجتماع الوزاري العربي اليوم لإقراره»، معتبراً أن هذا الفريق «يعد آلية تنفيذية للنظر في شكاوى بعض الدول العربية من بعض القنوات». وأوضح الغويل أن المكتب التنفيذي لوزراء الإعلام استعرض في اجتماعه أمس التوصيات الصادرة عن اجتماع اللجنة الدائمة للإعلام العربي، والتي تضمن جدول أعمال الاجتماع ال19 بنداً، كان في مقدمها بند القضية الفلسطينية، ودعوة وسائل الإعلام العربية، للكشف عن الممارسات والانتهاكات التي تمارسها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، وما يتعرض له المواطن الفلسطيني من انتهاكات من عصابات المستوطنين، مشيراً إلى أن الاجتماع أوصى بتحديث الاستراتيجية الإعلامية العربية، بحيث تواكب التطورات العربية الراهنة. كما تضمنت التوصيات بنداً يتعلق بتحديث خطة التحرك العربية الإعلامية في الخارج، وحث وسائل الإعلام والجهات المختصة على إبراز صورة صحيحة للقضايا العربية أمام الرأي العام العالمي، بما يصحح الصورة السلبية النمطية التي أصبحت للأسف راسخة في أذهان الغرب. كما أشار إلى أنه تم التأكيد على ضرورة أن تقوم وسائل الإعلام العربية بالعمل وفقاً لمواثيق الشرف الإعلامية العربية، مشيراً إلى أنه سيتم اليوم اختيار عاصمة الإعلام العربي، كما سيتم اختيار تشكيلة المكتب التنفيذي في دورته المقبلة. وكان رئيس الهيئة الوطنية للإعلام في مصر حسين زين دعا في كلمته أمام اجتماع المجلس أمس إلى «تجريم القنوات التي تدعم التنظيمات الإرهابية»، منبهاً إلى «أن واقعنا يشهد العديد من القنوات التي تشعل النعرات الطائفية والعرقية والدينية، وتدعم التنظيمات الإرهابية وتتدخل في شؤون دول ذات سيادة»، مضيفاً: «هذا واقع تجب محاصرته، ويجب أن نسعى لتجريم تلك المؤسسات». وأكد زين ضرورة التكامل بين الإعلام والثقافة والتعليم والمؤسسات الدينية لمحاربة الإرهاب، كما دعا لتحديث ميثاق الشرف الإعلامي العربي في ضوء معطيات الواقع الإعلامي الجديد الذي يشهد تدخلاً رأسمالي في صناعة الإعلام والمحتوى الإعلامي من دون ضوابط أو قواعد تنظم هذا المجال حتى تعلو المصلحة الوطنية والأهداف القومية على المصالح الشخصية. وقال إن الاجتماع يأتي في لحظة فارقة للأمة العربية التي تواجه تحديات جسام، في مقدمها الإرهاب الأسود، هذه الظاهرة التي تهدد استقرار المجتمعات والتنمية بالمنطقة. وشدد على أن الفكر لا يواجه إلا بالفكر، وعلينا محاربة أفكار التنظيمات الإرهابية وكشف الجهات والدول التي تمولها وتدعمها.