افاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن لديه «معلومات مؤكدة» تفيد بمقتل زعيم «تنظيم داعش» أبو بكر البغدادي. وأفاد رامي عبد الرحمن مدير «المرصد» لرويترز «لدينا معلومات مؤكدة من قيادات أحدهم من الصف الأول... بريف دير الزور الشرقي» تؤكد مقتل البغدادي. وأضاف «أبلغت مصادر المرصد في بلدة دير الزور بشرق سورية بأن البغدادي توفى لكن لم يحددوا متى». وذكرت المصادر أن البغدادي كان موجودًا في ريف دير الزور الشرقي خلال الشهور الثلاثة الماضية. وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت في حزيران (يونيو) إنها ربما قتلت البغدادي حين استهدفت إحدى ضرباتها الجوية تجمعاً لقيادات التنظيم على مشارف مدينة الرقة السورية. لكن مستشاراً كبيراً في البيت الأبيض قال أمس إن الولاياتالمتحدة لم تتمكن بعد من التحقق من تقرير مقتل البغدادي. وأفاد سيباستيان جوركا نائب مساعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقناة «فوكس نيوز» التلفزيونية إن البيت الأبيض سيتحقق من التقرير و «سنطلع على معلومات المخابرات المتاحة... وسنصدر بياناً عندما تتجمع لدينا الحقائق اللازمة لذلك». وأعلنت وفاة البغدادي مرات عديدة من قبل. ولم تنشر المواقع الإلكترونية وحسابات التواصل الاجتماعي الموالية للتنظيم أي أنباء حتى الآن بخصوص احتمال وفاة البغدادي. وستكون وفاة البغدادي الذي أعلن قيام ما يسمى «دولة الخلافة» من على منبر في الموصل عام 2014 إحدى أقوى الضربات التي توجه ل «داعش» الذي يتعرض لانتكاسات متتالية في العراق وسورية. في موازاة ذلك، نقلت وسائل إعلام عراقية عن مصدر في محافظة نينوى، أن «داعش» أقر بمقتل البغدادي في بيان مقتضب وتحدث عن قرب إعلان اسم «خليفته الجديد». وأوضح المصدر في محافظة نينوى لموقع «السومرية نيوز» أن إصدار هذا البيان تم عبر ماكنة التنظيم الإعلامية في مركز قضاء تلعفر، غرب الموصل. وأضاف أن «الإعلان كان متوقعاً بعد رفع حظر الحديث العلني عن مقتل البغدادي في القضاء قبل يومين». واستطرد المصدر قائلاً: «داعش تحدث في بيانه عن قرب إعلان اسم خليفته الجديد ودعا مسلحيه إلى مواصلة ما سماه الثبات في معاقل دولة الخلافة وعدم الانجرار وراء الفتن في تعبير يدل على وجود مشاكل داخلية معقدة تعصف بالتنظيم في الوقت الحالي». وأوضح المصدر أن الإعلان عن مقتل البغدادي جاء من دون نشر دعائي مرافق، «كما حصل مع نعي قيادات بارزة في داعش قتلت خلال الأشهر الماضية»، يثير الكثير من التساؤلات. وذكرت مصادر في نينوى أن تلعفر تشهد «انقلاباً داخلياً» في «داعش» عقب الإقرار بمقتل البغدادي، مشيرة إلى حملة اعتقالات واسعة في صفوف مؤيدي البغدادي وفرض حظر التجوال في أغلب أرجاء القضاء وسط انتشار غير طبيعي لمفارز التنظيم. في موازاة ذلك، ذكرت وكالة أنباء «أسوشيتدبرس» الأميركية أن «داعش» يسعى إلى بناء تنظيم جديد من أجل البقاء بعد خسائره الجسيمة في العراق وسورية. وأفادت «أسوشيتدبرس» بأن هزيمة «داعش» في الموصل، ومحاصرتهم في الرقة «دمر» دولة الخلافة المزعومة الخاصة بهم، لذلك جهز التنظيم خطة جديدة أكثر مرونة لمواجهة الضربات العسكرية ضده. وقالت الوكالة إن تنظيماً جديداً سيخرج للنور مستفيداً من المرونة التي يتمتع بها التنظيم بسبب تكوينه من عناصر محلية في العراق وسورية وعناصر دولية تنسق عبر «الإنترنت». وسيكون التنظيم الجديد عبارة عن «خلايا صغيرة» من العناصر الهاربة من العراق وسورية، بالإضافة إلى عناصر جديدة لم تشارك في القتال إلى جانب «داعش» من قبل. وفي ضوء الهزائم التي تلقاها التنظيم، بدأ الآلاف من عناصره في الفرار إلى دول أخرى. فقد توجه أكثر من 100 من عناصر «داعش» في العراق وسورية إلى أفغانستان في شباط (فبراير) الماضي، ثم تبعهم نحو 20 آخرون في آذار (مارس) الماضي طبقاً لتقرير صادر عن الأممالمتحدة. ولا يحظى «داعش» بشعبية في افغانستان، لكنه أظهر قدرة على جذب الشباب بسبب قدرته المالية، إذ يدفع «داعش» ما بين 500 دولار و600 دولار شهرياً للمقاتلين في صفوفه وهو نحو ثلاثة أضعاف ما يدفعه «طالبان». لكن «داعش» حذر خليته في افغانستان من أنها ستحتاج قريباً إلى تمويل نفسها في مؤشر إلى الصعوبات المالية التي يواجهها التنظيم في العراق وسورية. وفيما تتوجه عناصر إلى دول مثل أفغانستان، فإن هناك مخاوف من أن هناك عناصر من «داعش» تعمل على العودة إلى أوروبا وشمال أفريقيا. تزامناً، تحدّثت مصادر سورية عن هروب مسؤولين بارزين في «داعش» من مدينة دير الزور وريفها إلى مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي. ووفق موقع «الإعلام الحربي المركزي»، فإن من القيادات التي فرّت نائب مسؤول «جهاز الحسبة» في مدينة العشارة، الواقعة قرب مدينة الميادين في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، حامد النوري الملقب أبو حمزة القرعاني، ومسلّحين اثنين من الجنسية الكازاخية وخمسة مسلّحين آخرين من مدينة القورية.