القدس المحتلة، لندن - «الحياة»، أ ف ب - حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس اسرائيل من انه «لن يدخل الى غزة على دبابة اسرائيلية» خلال الحرب الاسرائيلية على القطاع في نهاية 2008 وبداية 2009، كما أكد المفاوض الفلسطيني صائب عريقات في اقوال نقلتها قناة «الجزيرة» القطرية الاربعاء، فيما ذكرت بعض الوثائق التي بثتها القناة ليل أول من أمس ان السلطة الفلسطينية كانت على علم مسبق بعزم اسرائيل شن الحرب على غزة، وأخرى تكشف ان السلطة حرضت اسرائيل على تشديد الحصار على غزة واعادة احتلال محور فيلادفيا. وقال عريقات وفق محضر لقاء مع المبعوث الاميركي جورج ميتشل في الاول من تشرين الاول (اكتوبر) 2009، ان «عاموس غلعاد (المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الاسرائيلية) ذهب للقاء ابو مازن (محمود عباس) قبل الحرب». واضاف ان «ابو مازن قال له انه لن يدخل غزة على دبابة اسرائيلية. عاموس غلعاد شهد على ذلك. لقد كان صادقاً». وكان عريقات يشرح قنوات الاتصال مع الجانب الاسرائيلي الذي قال ان ثقة الفلسطينيين به «معدومة». وقال غلعاد انه لم يبلغ في 2008 السلطة الفلسطينية بشأن الهجوم الوشيك على غزة. وصرح الى الاذاعة الاسرائيلية الاثنين «لم اقل للرئيس عباس شيئاً غير الذي قلناه للعالم اجمع: اننا لا يمكن ان نسمح باستئناف اطلاق الصواريخ والهجمات الاخرى الارهابية على اراضينا». وجاء في برقية ديبلوماسية اميركية كشفها موقع «ويكيليكس» في تشرين الثاني (نوفمبر)، ان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك اكد في ايار (مايو) 2009 انه قوبل برفض السلطة الفلسطينية ومصر لاقتراحه السيطرة مجدداً على غزة بسبب اضعاف «حماس» خلال الحرب. وخلال الهجوم، اعلن الرئيس الفلسطيني في 5 كانون الثاني (يناير) 2009 انه من غير المطروح التواطؤ مع اسرائيل لتدمير «حماس». وفي وثيقة اخرى، ذكرت «الجزيرة» ان اسرائيل طلبت من السلطة الفلسطينية حظر حركة «حماس». واوضحت ان هذا الطلب جاء خلال محادثات بين مسؤول في الامن الاسرائيلي هويواف موردخاي وممثل السلطة الفلسطينية حسن عطا الله الذي وافق على ذلك حسبما قالت «الجزيرة». واضافت ان موردخاي طلب من السلطة الفلسطينية عدم الاكتفاء بالتصدي لمقاتلي «حماس» والى توسيع التحرك ضد الناشطين المدنيين «في البلديات مثلا». واشارت الى ان حسن عطا الله اجاب «انا لا اعمل على المستوى السياسي، ولكن انا موافق، يجب ان نهتم بهذا الامر». وذكرت ايضا ان مورداخي شدد على «ضرورة ان يعلن الرئيس ان حماس غير شرعية (...) حتى الآن كان المقاتلون فقط غير شرعيين». وكانت «الجزيرة» بثت ليل أول من أمس وثائق عن الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة وتقرير غولدستون حول هذه الحرب. وذكر بعض الوثائق ان السلطة الفلسطينية كانت على علم مسبق بعزم اسرائيل شن الحرب على غزة، وأخرى تكشف تحريض بعض مفاوضي السلطة اسرائيل على تشديد الحصار على غزة واعادة احتلال محور فيلادفيا، واستعداد السلطة لمقايضة تقرير غولدستون باستئناف المفاوضات، إضافة الى استياء السلطة من محاولة مصر التهرب من مسؤوليتها في تحقيق المصالحة الفلسطينية.