تحمل نساء بدويات هواتف محمولة لتصوير مناطيد تهبط على الصحراء، في صورة التقطتها عدسة المصور الصحافي السوري عمّار عبد ربه، وعلّقها على جدران المركز الثقافي الفرنسي في دمشق، ضمن معرض «20-40 ، 20 عاماً، 40 صورة». يُمارس الملك الأردني عبد الله بن الحسين هوايته بالطبخ على الطريقة اليابانية، مع زوجته وأصدقائه في عمّان، أمام عدسة عبد ربه، الذي حاول اختزال تجربة عمله كمصور صحافي خلال أربعين سنة. يحمل المعرض لقطات مختلفة للعديد من الزعماء والنجوم في العالم، عرضها المصور، لأنه يرى أن: «الجمهور السوري يحب مشاهدة صور الزعماء». ويؤكد عبد ربه صحّة رأيه من خلال اهتمام جمهور المعرض بهذا النوع من الصور بشكل خاص. بالقرب من صورة مطبخ الملك الأردني، يُمسك الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي يدي زوجته، ويبتسمان. وتجلس رئيسة وزراء باكستان الراحلة بناظير بوتو في صورة أخرى، التقطها خلال جلسة تصوير خاصة به، في منزل أحد أصدقائها في باريس. كما يقف داخل إطار آخر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي باستعداد، مع زوجته كارلا بروني. وعلى جدار آخر، يقود الرئيس السوري بشار الأسد سيارة، برفقته عقيلته السيدة أسماء ، وملك إسبانيا خوان كارلوس. كما تضم صورة أخرى السيدة أسماء مع ملكة إسبانيا صوفيا، أثناء تجولهما في قصر الحمراء الأندلسي داخل مدينة غرناطة. لكن ما الهدف من عرض صور لكل هذه الشخصيات في مكان واحد؟ يُجيب: «حاولت أن يكون المعرض متنوعاً، ويحمل مزيجاً من العوالم، وهو ما نشاهده يومياً في الصحافة». يوافق عبد ربه على تشبيه معرضه بمجلة مصوّرة، تحمل وجوه بعض الزعماء والمشاهير والحروب. لكنه يرى أنها تحمل تفاصيل مواقف مختلفة، كصورة أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، وهو يُصوّر بكاميرته، من خلف زجاج واق من الرصاص، خلال عرض عسكري في ليبيا. بعيداً من الشخصيات السياسية، تحمل أم رائد السلاح على أحد أرصفة بغداد، للدفاع عن بلدها العراق، ضد القوات الأميركية عام 2003، وهي امرأة من أهالي منطقة الأعظمية صوّرها عبد ربه أثناء تغطيته لحرب العراق. ويمسح عامل تنظيفات عراقي، بالقرب من صورة أم رائد، صورة ضخمة للرئيس العراقي السابق صدام حسين، كتناقض واضح بين الحجم العملاق للصورة الممسوحة، وحجم الرجل الذي يبدو صغيراً أمامها. ويجلس في إطار مجاور، جندي أميركي مع سلاحه الطويل، على باب أحد قصور صدام حسين، كمشهد يدل على العنف البصري الذي يُمارسه الاحتلال الأميركي في العراق. ويرتفع هذا السلاح، ليُصوّب نحو رأس طفل في عمل آخر. كما يشتعل نهر دجلة من قذيفة أو صاروخ، قرب رأس الطفل الذي تصيبه بعد نار السلاح. في حين، كتب عمار عبد ربه وجهاً آخر للعنف، في كلمة علّقها على أحد جدران المعرض: « للأسف، عدد من الزملاء سقطوا وهم يحملون آلة تصوير». لكن، ما الجدوى من عرضها بعد سنوات من التقاطها؟ ربما لن يكون عنصر الزمن مهماً، في حسابات أي مصور صحافي، يُحاول استعادة تجربة 20 سنة من العمل. كما عرض المُصوّر إضافة للأربعين صورة المُعلّقة، أكثر من مئة صورة على شاشة في إحدى زوايا الصالة، تمثل أيضاً تجاربه التي صوّرها أثناء تغطيته الحرب في العراق، وفي لبنان، وفي البوسنة. يذكر أن الأعمال ستعرض لاحقاً في مدينة حلب، ورافق العرض «كتالوغ» يحتوي على الأربعين صورة المعروضة، إضافة إلى حوار مع الجمهور في دمشق.