بالتزامن مع نشر وثائق المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في قناة "الجزيرة"، تنشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في عددها يوم غد الجمعة الجزء المتعلق بالمفاوضات في كتاب السيرة الذاتية لرئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت، المفترض أن يصدر إلى الأسواق قريباً. ووفقاً لمقتطفات نشرت صباح اليوم فإن اولمرت يكتب انه قال لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) في اجتماعهما في أيلول (سبتمبر) 2008 ان الاقتراح الذي يقدمه (اولمرت) للفلسطينيين حول مبادئ التسوية الدائمة "سخي" إلى درجة أن الفلسطينيين لن يحصلوا على "مقترح أكثر نزاهة من هذا المقترح في السنوات الخمسين المقبلة". وعنى اولمرت في كلامه الخريطة التفصيلية التي أظهرها لعباس حول الحدود المقترحة بين إسرائيل والدولة الفلسطينية العتيدة وطلب منه التوقيع عليها. ويكتب اولمرت انه حث عباس على أن يمسك بالقلم ويمهر توقيعه على "اتفاق تاريخي" لكن عباس تردد وطلب نسخة من الخريطة لدرسها مع الخبراء بداعي أنه ليس خبيراً في الخرائط إلا أن اولمرت رفض تسليمه نسخة عنها ما حدا بعباس أن يرسمها على ورقة صغيرة. وبحسب اولمرت أيضاً فإن عباس اقترح ان يدرس خبيران للخرائط، فلسطيني وإسرائيلي، الخريطة "لكنه في الغداة اتصل ليبلغني أن عليه السفر إلى عمان..وطلب إرجاء الاجتماع لأسبوع، ومنذ ذلك الوقت لم ألتقِه والخريطة بقيت في حوزتي". ويضيف اولمرت، منتقداً الحكومة الحالية وإدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما على جعلهما قضية البناء في المستوطنات مسألة مركزية، أنه خلال ولايته أجرى مفاوضات مع الفلسطينيين "بينما البناء في مستوطنات القدس والضفة الغربية لم يتوقف". وتابع أنه تعهد للأميركيين عدم البناء خلال المفاوضات في المنطقة الواقعة بين القدس ومستوطنة "معاليه أدوميم" المقامة على أراضي القدسالمحتلة في الطريق بين بيت لحم ورام الله، "لكنني أوضحت لهم ان هذه المنطقة لن تكون ضمن المناطق التي سيتم إخلاؤها في المستقبل "وكان واضحاً ان البناء في مستوطنات القدس والضفة الغربية سيتواصل وأن الأمر ليس مقبولاً على الأميركيين والفلسطينيين، لكن كانت هناك موافقة صامتة (مدعومة بأقوال أيضاً) أنه إذا احترمنا تعهدنا فإن المفاوضات ستتواصل". وبحسب مقترح اولمرت فإن التسوية الدائمة تقوم على أساس حدود العام 1967 "مع تبادل أراض" وأن "الأحياء اليهودية التي تم بناؤها في القدس (المحتلة) بعد العام 1967 ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية، فيما تكون الأحياء العربية ضمن الدولة الفلسطينية. أما "الحوض المقدس" للديانات الثلاث، بما فيه البلدة القديمة فيكون تحت رعاية خمس دول. ويتابع اولمرت أن حل مشكلة اللاجئين يتم عبر استيعاب عدد منهم على أساس شخصي وإنساني، ليس على أساس لم الشمل. ويتم الربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة عبر نفق تكون السيطرة على مستخدميه فلسطينية. وفي غور الأردن يكون الشق المحاذي للدولة الفلسطينية من البحر الميت تحت سيادتها وتبقى المنطقة الأخرى تحت السيادة الإسرائيلية".