دشّن وزير الزراعة رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق الدكتور فهد بالغنيم أمس، بداية مشاريع زيادة إنتاج المطاحن والمخزون من القمح في المملكة الذي خطط له ليغطي حاجة سنة كاملة بدلاً من ستة أشهر، بزيادة طاقة المطاحن في المنطقة الشرقية إلى 1350 طن قمح في اليوم، بمعدل 6 ملايين كيس دقيق زنة 45 كلغم سنوياً، في الوقت الذي أكد فيه التعاون مع وزارة المالية لمواجهة خطر حشرة «توتا أبسولوتا» التي تقضي على محصولي الطماطم والباذنجان بشكل كامل. وأوضح أن وزارة الزراعة تعمل بالتنسيق مع وزارة المالية لوضع برنامج لمكافحة حشرة «توتا أبسولوتا» باستخدام المكافحة الحيوية والمصائد، داعياً جميع المزارعين إلى مراجعة فروع الوزارة للحصول على الإرشادات لتحسين القوة الدفاعية في الحقول للقضاء على هذه الحشرة التي تستهدف الطماطم والباذنجان، مضيفاً أن الحشرة «الخطيرة» دخلت السعودية في العام الماضي عبر الواردات القادمة من بلدان خارجية. وأشار إلى أن الحشرة تتغذى على العائلة النباتية وبشكل رئيسي الطماطم والباذنجان، ولديها قوة تدميرية هائلة، فهي قادرة على تدمير المحصول بنسبة 100 في المئة، كما أن الحشرة قادرة على مكافحة المبيدات الكيماوية، لذلك تحتاج إلى تضافر الجهود لمواجهتها. وحول دعم الأعلاف الذي تقدمه المملكة، أوضح بالغنيم أن الدولة ملتزمة بدعم كل مدخلات الأعلاف والشعير، مضيفاً أنها حددت سعر كيس الشعير ب40 ريالاً فيما يصل سعره إلى 70 ريالاً عالمياً، مضيفاً: «ندعم البرسيم بنحو 170 ريالاً للطن، والشعير 200 ريال، إضافة إلى دعم كل المدخلات المستخدمة لتصنيع الأعلاف المركبة». مؤكداً أن المملكة تعتمد على الأعلاف المستوردة لتغذية الثروة الحيوانية. وأشار إلى أن الاستثمارات الزراعية السعودية في الدول الخارجية هي لمستثمرين سعوديين وليست للوزارة، مضيفاً: «الوزارة تحفّز القطاع الخاص للاستثمار تنفيذاً لسياسة الدولة التي تدعم وتحفّز وتوقّع اتفاقات مع الدول المستهدفة للاستثمار»، مؤكداً أن بعض الاستثمارات الخارجية بدأت في الإنتاج، إلا أنه لم يسمِّ الدول والجهات المستثمرة، متوقعاً ارتفاع الاستثمارات نظراً إلى وجود مصلحة للعالم في مكافحة الجوع والفقر. وحول تخصيص المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق، قال: «يسير وفق الخطة المدروسة»، مضيفاً أن الدراسات المتعلقة بالتخصيص لدى اللجنة المختصة في المجلس الاقتصادي الأعلى، متوقعاً صدور قرار بالموافقة على الأسلوب المتبع لتخصيص المؤسسة خلال السنة المالية الحالية، موضحاً أن السنوات القليلة المقبلة ستشهد دخول مستثمرين في مجال تشغيل المطاحن المختلفة في المملكة والبدء في الإنتاج بالأسعار المعدومة من الدولة بالجودة ذاتها الموجودة حالياً. وأوضح أن وزارة الزراعة تتعاون مع وزارة التجارة والصناعة في مراقبة الأسعار، مشدداً على أن المراقبة لا تعني تحديد السعر، فالمملكة تعتمد آلية تحرير الأسواق، مضيفاً أن الدولة تتدخل في حال وجدت اتفاقاً بين المنتجين على رفع الأسعار نظراً إلى مخالفته للأنظمة. وافتتح بالغنيم أمس مشروع تحديث ورفع طاقة المطحنتين الأولى والثانية بفرع المؤسسة في المنطقة الشرقية من 300 طن قمح يومياً إلى 450 طناً لكل منهما، ليصبح إجمالي طاقة المطاحن بفرع المؤسسة في المنطقة الشرقية 1350 طناً يومياً تنتج أكثر من 6 ملايين كيس دقيق زنة 45 كيلوغراماً سنوياً. وتمّ تنفيذ أعمال التحديث ورفع الطاقة الإنتاجية عن طريق شركة «أوكريم» الإيطالية بمبلغ 85 مليون ريال، وبمدّة تنفيذ 12 شهراً. ويشتمل المشروع على نظام آلي كامل عن طريق الحاسب مجهّز لعمليات التشغيل، وتركيب خطوط جديدة لتعبئة النخالة وتعبئة الدقيق، وتجديد جميع خطوط المرافق من كهرباء وماء وإنذار حريق ونظم الحماية ومكافحة الحريق ونظام الهواء المضغوط والتكييف، إضافة إلى تحديث وتجديد وتطوير خطوط وأنظمة غربلة ونظافة القمح في المطاحن. ويأتي هذا المشروع الحيوي تنفيذاً لتوجيهات الحكومة برفع طاقات المؤسسة الإنتاجية لتغطية حاجة المواطنين والمقيمين. إلى ذلك، عقدت المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق جلسة مجلس الإدارة برئاسة وزير الزراعة رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق الدكتور فهد بالغنيم، وبحضور المدير العام للمؤسسة المهندس وليد الخريجي وأعضاء المجلس، وذلك في مقرّ فرع المؤسسة في المنطقة الشرقية. وتمت خلال الجلسة مناقشة عدد من المواضيع المتعلّقة بأنشطة المؤسسة وبرامجها الحالية والمستقبلية، ومن أهم المواضيع التي تمّت مناقشتها المشاريع الجديدة التي تمّ اعتمادها للمؤسسة في موازنة العام الحالي والمتمثلة في إنشاء مشروع متكامل في محافظة الأحساء يضمّ صوامع بسعة 60 ألف طن، ومطاحن بطاقة إنتاجية 600 طن قمح يومياً. كما تمت مناقشة إنشاء مطحنة في صوامع الخرج بطاقة 600 طن قمح يومياً، إضافة إلى استعراض سير العمل في المشاريع المعتمدة في موازنة المؤسسة للسنة المالية السابقة في كل من الجموم وجازان، وتوسعة صوامع فرعي المؤسسة في منطقة مكةالمكرمة والمنطقة الشرقية.