طالب خبراء في شؤون مكافحة الإرهاب بأن تقطع قطر علاقاتها مع الشبكات والجماعات الإرهابية في المنطقة، وتكف عن دعمهم، مؤكدين أن ذلك سينهي دور التنظيمات الإرهابية، مثل تنظيم «داعش» الإرهابي وأخواته من التنظيمات الأخرى. وأقيمت ندوة في واشنطن هذا الأسبوع، وبحثت الأزمة في الخليج وقطر. وقال ديفيد كوهين الذي سبق أن عمل نائباً لمدير وكالة المخابرات المركزية CIA، إن السعودية والإمارات نجحتا وساعدتا في إيجاد ضغط على قطر لوقف تمويل الإرهاب، معتبراً أن المال القطري «يتم توظيفه لزعزعة الأمن، وبخاصة في دول مثل مصر والسعودية». ونوه بالدور السعودي في مكافحة الإرهاب بالمنطقة منذ أحداث 11 سبتمبر، وقال: «السعودية أظهرت تعاوناً بمساعدة دول المقاطعة حالياً لرصد حركة الأموال المشبوهة». من جهتها، أوضحت كاثرين باور من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن «السعودية والإمارات تحاولان جاهدتين للحد من تمويل قطر للإرهاب، وقطر لا تظهر الحماسة نفسها للقضاء على الإرهاب». ورأت كاثرين أن قطر لديها سياسة غامضة في المنطقة، وأنها «فككت المعارضة السورية لأسباب غير واضحة، وتمول معارضة غير معروفة». وقال رئيس وشريك مؤسس لشبكة النزاهة المالية كبير محللي الأمن الوطني لشبكة NBC الأميركية خوان زارات، إنه لا خوف من «نشوب صراع عسكري بين قطر ودول المقاطعة»، مضيفاً: «يجب أن نفكر في أن قطر لديها شخصيات مثل يوسف القرضاوي الذي يعد الأب الروحي لجماعة الإخوان، ويشجع على الإرهاب من داخل قطر». وفي ندوة أقيمت في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في الشؤون العسكرية، قال وزير الدفاع البريطاني السابق مالكم رفكين إن «قطر لها علاقات مع حماس وحزب الله والإخوان وجماعات متطرفة في مناطق عدة، أبرزها في سورية حالياً»، مؤكداً أن السعودية «أكثر بلد تعرض للإرهاب، ولذلك أعتقد السعودية حريصة على الابتعاد عن كل أشكال الإرهاب وتشارك في الحرب على الإرهاب، على رغم أن هناك أصابع اتهام وجهت لها في مراحل سابقة، ولكن بالتأكيد الآن هي ضحية الإرهاب». وأضاف: «عندما نقوّم تصرفات قطر نجد أنها تريد أن تكون دولة لاعبة في كل مكان وكل أزمة في وقت تبني السعودية تحالفاً من دول سنية وحلفاء من دول غربية في مواجهة إيران التي تلعب على العصب الشيعي، ونجد أن قطر وضعت نفسها في الصف الإيراني»! وقال الباحث البحريني في العلاقات الدولية المستشار السابق في مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء في البحرين حسن الحسن في الندوة: «قطر متهمة بدعم الإرهاب، وهناك أدلة لدى دول الخليج على أنها تدعم قائمة طويلة من المنظمات الإرهابية، وهذا له تأثير في أمن الخليج، ولا يمكن أن نغفل أن قطر تدعم كتائب تنظيم حزب الله الإرهابي في البحرين، الذي يستهدف بإرهابه مدنيين ويزعزع أمن البلاد والمنطقة». وتابع: «هناك شخصيات رفيعة قطرية مدرجة في قوائم الإرهاب بالخليج، وبعضها على قوائم أميركية ودولية». وأوضح أن قطر تتحكم بالإعلام لأجندات متطرفة، عبر جعلها منبراً لشخصيات متطرفة، منها مثلاً زعيم القاعدة في سورية الجولاني، مؤكداً أن ما تقوم به «قطر يسبب قلقاً للخليج، وهذه ليست هواجس عند الخليج فقط، بل يشاركنا الرئيس الأميركي بنفس المشاعر والمواقف، ودول عدة متضررة من قطر، فالإرهاب يضرب الغرب وليس منطقتنا فقط. وفي ظل التعنت القطري أرى أن الدول الخليجية تركز على تصعيد ردها على قطر بعد انتهاء المهلة، لا سيما أن الرد جاء بالمضمون».