تنظم هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ابتداءً من الثاني من شباط (فبراير) المقبل ولمدة ثلاث أشهر، معرضاً للاكتشافات الأثرية بعنوان: «فجر التاريخ... البعثات الدنماركية والاكتشافات الأثرية في أبوظبي 1958-1972». وذلك في محيط قلعة الجاهلي في مدينة العين غرب أبوظبي، بالتعاون مع متحف موسغارد الدنماركي. ويهدف المعرض إلى تسليط الضوء على الحفريات التاريخية للآثاريين الدنماركيين في إمارة أبوظبي خلال تلك الفترة. ووفرت الحفريات التي أجريت بين عامي 1959 و1961 اللمحات الأولى حول عصر يعود إلى ما بين 4 إلى 5 آلاف عام حين كان هذا الجزء من شبه الجزيرة العربية مركز الحضارة الحية التي أدارت إنتاج وتوزيع كميات هائلة من النحاس إلى العالم القديم. وسميت هذه الحضارة على اسم الجزيرة: حضارة أم النار. وأعلنت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في مؤتمر صحافي أمس عن تنظيم مؤتمر دولي حول الآثار في الإمارات بمشاركة خبراء محليين وعالميين، في مدينة العين يومي 30 و31 آذار (مارس) المقبل. ويأتي المؤتمر في متابعة لاستراتيجية الهيئة في حماية وصون المصادر الأثرية الغنية في أبوظبيوالإمارات، والبحث فيها والترويج لها. وأكدت الهيئة أنها تعمل على إنجاز مشروع شامل لإعداد الخرائط لمواقع البقايا الحيوانية المتحجرة في أبوظبي، حيث تنتشر غالبية هذه المواقع على طول امتداد المنطقة الغربية. إضافة إلى تكثيف جهود توثيق المواقع الأثرية المنتشرة في مناطق واسعة من إمارة أبوظبي. ووثقت الهيئة في مطبوعاتها الرسمية ومشاركاتها الخارجية في المحافل الثقافية الدولية، أهم معالم التراث المادي في دولة الإمارات، ومنها ما يزيد عن 1200 موقع أثري، إضافة إلى ما يزيد عن 100 مبنى تاريخي يرجع تاريخ بعضها إلى 300 عام خلت. وأعلنت عن اكتشافات جديدة عبارة عن متحجرات تضم جمجمتين كاملتين لتماسيح ضخمة كانت تعيش في المنطقة التي كان ينساب فيها نهر قبل نحو 8 ملايين سنة مضت. وذلك نتيجة لأعمال حفريات مشتركة بين إدارة البيئة التاريخية بالهيئة من جهة وجامعة ييل ومتحف بي بودي للتاريخ الطبيعي في الولاياتالمتحدة الأميركية، من جهة أخرى. وتواصل الهيئة حالياً عملها في عدد من المبادرات المماثلة التي تركز على إعادة تأهيل المتاحف القائمة مثل متحف قصر الشيخ زايد، إلى جانب تطوير المتاحف في المواقع التاريخية مثل متحف قصر المويجعي. وأكد محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان ولي عهد أبوظبي، أن الحفريات التي أجراها فريق من علماء الآثار من متحف موسغارد الدنماركي بين عامي 1959 و1961 في إمارة أبوظبي، ساهمت في توفير معلومات أساسية حول عصر يعود إلى ما بين 4 آلاف إلى 5 آلاف عام. وقال: «إننا نسعى من خلال تنظيم هذا المعرض إلى إبراز عدد من أهم المواقع التاريخية والأثرية في المنطقة والتعريف بها كمستوطنة أم النار، ومدافن جبل حفيت، ومدفن هيلي الكبير، وبرج هيلي .. معرباً عن أمله بأن يُساهم هذا المعرض في تعزيز العمل الثقافي الدولي المشترك». وقال السفير الدنماركي لدى الإمارات بول هوينس: «لقد لعب الآثاريون الدنماركيون دوراً مهماً في الكشف عن التاريخ الثري لدولة الإمارات العربية المتحدة، فقبل خمسين عاماً كانوا أول من بدأ أعمال التنقيب في منطقة الخليج العربي.