أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أن انفصال الجنوب صار واقعاً بعدما أشارت نتيجة الاستفتاء على تقرير مصير الإقليم إلى أن 99 في المئة من الجنوبيين صوتوا لمصلحة استقلال إقليمهم و «سنحتفل معهم فرحاً ولن نقيم مأتماً في الشمال»، مؤكداً أنه لا يخشى انتفاضة السودانيين عليه، وأنه في حال حدوث ثورة شعبية مماثلة لما جرى في تونس، فإنه سيخرج إلى شعبه ليُرجم بالحجارة. وأقسم بالتنازل عن السلطة حال علمه بأن الشعب لا يريده رئيساً. وحيّا البشير أمام حشد كبير في الدامر، عاصمة ولاية نهر النيل في شمال البلاد أمس، ثورة الشعب التونسي، وقال إنه لن يهرب خارج البلاد في حال ثار السودانيون عليه. وزاد: «سنبقى هنا وندفن في هذه الأرض». وتابع: «عندما نعلم بأن الشعب لا يريدنا سنترك الحكم من دون أن يقول لنا أحد غادروا». وأضاف أن معارضيه ظلوا يتوقعون سقوط حكومته منذ استيلائه على السلطة في عام 1989، مروراً باتهامات مدعي المحكمة الجنائية الدولية في حقه بارتكاب جرائم حرب وإبادة في دارفور، ونهاية بزيادة أسعار السكّر والمحروقات الأخيرة. وزاد «ان واهمين قالوا إن الطلاب سيخرجون في انتفاضة لإسقاط الحكومة». وذكر البشير: «أعلن لكم نتيجة الاستفتاء قبل أن تعلنها المفوضية، ستكون بنسبة 99 في المئة لمصلحة الانفصال». وقال إنه مستعد لبناء سودان جديد في الشمال حال الانفصال. وجدد ترحيبه بخيار الجنوبيين سواء كان وحدة أو انفصالاً: مضيفاً: «سوف نقبل أي نتيجة وقرار يتخذه إخوتنا الجنوبيون وحدة أو انفصالاً». وأبان البشير أنهم سيذهبون إلى عاصمة الجنوبجوبا للاحتفال مع الجنوبيين بإقامة دولتهم و «سندعمهم، فهم إخواننا. لن نقيم سرادق للعزاء في الشمال»، مشيراً إلى وقوف دولة الشمال مع دولة الجنوب المرتقبة ومساعدتها. وقال: «سنظل أصدقاء»، مؤكداً أن الانفصال ليس نهاية التاريخ أو نهاية السودان، مؤكداً أنه بداية لبناء سودان جديد. وقالت مفوضية استفتاء تقرير مصير جنوب السودان أمس إن نتائج الاستفتاء النهائية سيتم إعلانها في السابع من شباط (فبراير) المقبل في حال عدم تقديم أي طعون ضد إجراءات الاقتراع. وقال رئيس المفوضية محمد إبراهيم خليل في مؤتمر صحافي عقده أمس في الخرطوم «إن أعمالنا تمضي وفق ما هو مخطط له وإذا تم تقديم أي طعون فسيكون إعلان النتائج النهائية للاستفتاء في 14 شباط المقبل». إلى ذلك توفي، أمس، شاب سوداني (25 عاماً) نقل الجمعة الماضي إلى المستشفى بعدما أضرم بنفسه النار في وسط سوق شعبي في أم درمان ثاني أكبر مدن العاصمة السودانية الثلاث احتجاجاً على وضعه المعيشي. وقالت الشرطة إن الأمين موسى الأمين عامل البناء المتحدر من دارفور الذي وقف في وسط الشارع في السوق الشعبي في أم درمان ثم سكب البنزين على جسمه وأضرم فيه النار، توفي متأثراً بجروح خطيرة أصيب بها. وكان شاب سوداني حاول إحراق نفسه في مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة في وسط البلاد الأسبوع الماضي احتجاجاً على ارتفاع الأسعار، لكن السلطات الأمنية أحبطت خطته وأوقفته. وأعلن التمرد في دارفور أمس مسؤوليته عن اسقاط مروحية هجومية للجيش السوداني في مواجهات جديدة دامية غرب السودان. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مني أركو ميناوي زعيم أحد أجنحة «حركة تحرير السودان»: «لقد أسقطنا مروحية هجومية في مواجهات في تابيت» شمال دارفور. وأضاف: «قُتل جميع أفراد الطاقم» من دون أن يوضح عددهم.