دعا زعيم «مجالس الصحوة» في الأنبار الشيخ أحمد أبو ريشة إلى «تشكيل لجنة من أهل الحل والعقد لتدارس موضوع إنشاء إقليم فيديرالي من عدمه»، فيما اعتبر «التحالف الوطني» و «القائمة العراقية» الدعوات إلى إنشاء إقليم للعرب السُّنة «خطيرة وتقف خلفها أجندات خارجية تحاول تفتيت البلاد». غير أن أبو ريشة شدد ل «الحياة» على رفضه «إنشاء إقليم على أساس طائفي». وقال: «إذا وجدنا مصلحة في إنشاء إقليم، فسنقيمه على أساس جغرافي، ونرى أن محافظة كربلاء هي الأقرب لمحافظة الأنبار في مسألة تكوين إقليم إداري يجمعهما». وأشار إلى أن «الدستور يكفل حق إقامة إقليم لأي محافظة، لكن هذا الموضوع يجب أن يُبحث بدقة لنرى إذا كانت هناك مصلحة للعراق أولاً، ولمحافظتنا بالدرجة الثانية». ويعطي الدستور الحق لكل محافظة أو أكثر بإنشاء إقليم، كما حددت المادة الرقم 119 منه طريقتين لهذه الخطوة، وهما «أن يقدم طلب بالاستفتاء عليه من ثلث الاعضاء في كل مجلس من مجالس المحافظات التي تريد تكوين الإقليم، أو طلب من عُشر الناخبين في كل محافظة من المحافظات التي تريد تكوين الإقليم». واعتبر أبو ريشة أنه «لا يجب أن يؤثر إنشاء الإقليم على وحدة البلاد، بل يجب أن يكون معزِّزاً لها». ودعا إلى «تشكيل لجنة من أهل الحل والعقد والرأي وأصحاب الخبرة للبتّ في هذا الأمر»، مشيراً إلى أنه «يجب تدارس هذا الأمر من قِبَل الحكومة المحلية في الأنبار وجامعة الأنبار ومنظمات المجتمع المدني وزعماء العشائر وجميع أهل المحافظة، وهم باستطاعتهم تحديد ما هو أفضل لهم». ورفض «محاولة بعض وسائل الإعلام المغرضة التي لديها أجندات خارجة التأثير على أهل الأنبار أو المنطقة الغربية، بدفعهم إلى تبني خيار الفيديرالية من خلال زرع الخوف والرعب وتشكيكهم بمستقبل بلدهم»، مشدداً على أن «خيار الفيديرالية إذا تم تبنّيه لايعدو كونه خياراً إدارياً لتعزيز مبدأ اللامركزية في البلاد». على أن «القائمة العراقية» رفضت في شدة الدعوة إلى تطبيق الفيديرالية في «المناطق السُنّية»، معتبرة أنها «خيانة للوطن وتهديد لوحدة العراق». ورأى عضو «العراقية» مصطفى الهيتي، أن «هذه الدعوة هي لتقسيم العراق وإضعافه وتكريس الطائفية، كما أنها تخالف المادة السابعة من الدستور التي تحظر تكريس الطائفية». واتهم «بعض التجار المقيمين خارج العراق بمحاولة تنفيذ أجندة المحتل وأطراف خارجية». وقال ل «الحياة» إن «جميع الفيديراليات في العالم قامت على أساس إثني أو جغرافي، ولم تقم أي فيديرالية على أساس طائفي، ومثل هذا الطرح خطير، لأنه محاولة لتجزئة القسم العربي من العراق، وبالتالي فإنه خيانة للأمة العربية». وحذر من أن «هناك محاولات لتفتيت البلاد وإضعافها»، معتبراً أن «المجتمع العراقي نسيج متماسك، لأن السُنّة أقوياء بالشيعة والعرب أقوياء بالأكراد، وإذا كانت هناك مبررات لإنشاء إقليم كردستان الحالي لاختلاف اللغة والخلفية الثقافية، فهي مبررات مقبولة، لكن ليس هناك ما يبرر إقامة أي فيديرالية طائفية، سواء كانت سنية أو شيعية». ورفض ربط هذه الدعوة بالتلكؤ الحاصل في إكمال التشكيلة الحكومية والتصويت على «المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية». ولفت إلى أن «العراقية تطرح نفسها كقائمة وطنية وليست سُنّية وهي ترفض التوصيفات الطائفية، كما أنها رفضت الدعوات إلى إنشاء إقليم للسنة منذ البداية». وأبدى «التحالف الوطني» استغرابه الشديد من الدعوة إلى إنشاء إقليم سُنّي، «لأن من يدعون اليوم إلى إنشاء هذا الإقليم هم أنفسهم من رفض سابقاً إقامة إقليم في جنوب العراق» ذي الغالبية الشيعية. وقال النائب عن التحالف ياسين مجيد ل «الحياة»: «هذه دعوات خطيرة تستبطن مشاريع تقسيم تهدد وحدة العراق وسيادته واستقلاله». وأضاف أن «هذه الدعوات تقف خلفها أجندات إقليمية خارجية غير مرتاحة لما يجري في العراق، لاسيما مسألة تشكيل الحكومة»، موضحاً أنه «يجب أن يتم معرفة من وراء هذه الدعوة ومن هي الجهات التي تتبناها، ولماذا جاءت في هذا التوقيت بالتحديد». ورجح «فشل هذه الدعوة كما فشلت الدعوة إلى إقامة إقليم في البصرة».